كيف يُثري السلاح الولاياتِ المتحدةَ الأمريكية؟

“مصائب قوم عند قوام فوائد” قالها المتنبي منذ مئات السنين، وما زالت تثبت في كل يوم صحتها، فالحروب كوارث تحمل معها الموت والآم في بلدان، وتحمل معها الثراء في بلدان أخرى.
تعمد الولايات المتحدة الأمريكية على الحفاظ على مكانتها في تصنيع السلاح وبيعه للعالم، أمام الزحف الروسي والصيني، ولتدعيم موقفها هذا أكثر، استحدثت القوة الفضائية والتي تتبع بشكل مباشر لوزراة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، فيما لا تزال التوترات الجيوسياسية ترسم معالم المنطقة، تخطها الأسلحة الأمريكية التي تقاتل بعنف أمام زحف المحور الجديد –روسيا-الصين.
فقد كشفت تقارير اقتصادية أمريكية نشرتها الصحف الأمريكية في الأسبوع الماضي، أن أسهم صناعة الدفاع ستواصل الانتعاش خلال العام المقبل، نظرا إلى ارتفاع الإنفاق العسكري لواشنطن، فضلا عن استمرار الشكوك إزاء الوضع “الجيو استراتيجي” في العالم.
وأشار موقع “سي إن بي سي” الأمريكي، إلى أن قطاع الفضاء حقق قفزة كبيرة في سوق المال، في عهد الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، وذلك بعدما ارتفعت أسهم صندوق “ITA” للفضاء والطيران والدفاع، بأكثر من 70 في المئة منذ تشرين الأول 2016.
أما مؤشر S&P 500 فحقق ارتفاعا في حدود 50 في المئة، خلال الفترة المذكورة، بينما فقفزت أسهم “ITA” بأكثر من 30 في المئة، خلال العام الحالي.
كما يراهن قطاع الدفاع في السوق الأميركية، على زيادة الإنفاق العسكري لإحراز المزيد من التقدم، خلال العام المقبل، على اعتبار أن إنفاق البنتاغون سيصل إلى 738 مليار دولار، فيما كانت الموازنة عند 717 مليار دولار خلال سنة 2019.
ويتزامن الارتفاع العسكري مع حرص “ترامب” على تخفيف التزامات بلاده اتجاه المجتمع الدولي، مختاراً أن يدفع باتجاه التفاوض مع كوريا الشمالية، لكنه زاد من التوتر مع إيران وأجج الحرب التجارية مع الصين، فيما تستمر مساعي التفاوض لأجل إيجاد حل مع حركة “طالبان” في أفغانستان.

ويقول محللو السياسية والاقتصاد، وسط هذه المكاسب البارزة لصناعة الدفاع في سوق المال، إن أسهم هذا القطاع ستظل مغرية للمستثمرين الذين ينتظرون بكثير من الفضول من سيصل إلى البيت الأبيض في 2020. 

Exit mobile version