أن يأتي الزلزال على السوريين، فهو نكبة ولدت مابعد نكبات، أما النكبات السابقة على الزلزال، فما لاشك فيه، أن المدن السورية التي دمرتها الحرب، كانت قد دُمِرت بفعل امتناع النظام عن الإصلاحات والشراكة الوطنية، ومن ثم احتكار السلطة والقوّة والثروة، ولكل منها صلته بالفساد والنهب، وهو ما جعل البلاد بمواجهة لايمكن لمن خرّبها أن يُصلحها، ولا لمن دمّرها أن يعمّرها، وتلك بديهية سوريّة لن يختلف عليها السوريون بمن فيها مؤيدو النظام.
ولكن، قبل الزلزال، بدت قبضة الأسد على الأراضي الواقعة تحت سيطرته ضعيفة، مع انهيار الاقتصاد، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة متكررة، ومضاعفة إيران سعر إمداداتها النفطية إلى سوريا والمطالبة بالدفع المسبق. الآن، يبدو أن الأسد مستعد للاستفادة بشكل مباشر من المساعدات الدولية الموجهة إلى السوريين.
أظهرت التحقيقات المتكررة أن مسؤولي النظام، بما في ذلك بعض الخاضعين للعقوبات، يسحبون المساعدات. تقوم الحكومة بسرقة الأموال عن طريق التلاعب بسعر الصرف. ويضع الأسد نفسه كحل للمشاكل التي أوجدها، من خلال تقديم تنازل بسيط بالسماح بدخول المساعدات إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة عبر أكثر من معبر حدودي، لمدة ثلاثة أشهر.
اليوم، ثمة من يشتغل على إعادة تعويم النظام، ليحصد النظام من الكارثة مكسباً، وهذا سيجعل كارثة الزلزال كارثة مضاعفة.. ما أحدثه من خراب، وما سيحدث من خراب باستمرار نظام أقل مايوصف به، الفشل في إدارة البلاد، دون التنازل لا عن احتكار القوة ولا احتكار الفساد والثروة، ولا يتقدّم خطوة واحدة باتجاه احترام إرادة السكان ولا حياة السكان وحرياتهم.
سيكون تعويم النظام زلزالاً ثانياً أخطر من الزلزال الاول.
البلاد هي الاحوج لنظام:
ـ قادر على إدارة بلاد تتطلب إعادة الإعمار.
ـنظام قادر على مصالحة الناس.
ـ نظام قادر على مصالحة العالم المتقدّم ما بعد ارتهان البلد لأكثر الانظمة انحطاطاً كما التبعية والارهاب لإيران.
نظام يؤسس لترشيد الاقتصاد لا نهب الاقتصاد وتحويله إلى اقتصاد نهب واستيلاء على أرزاق وممتلكات الناس.
الزلزال كارثة، ستكون مضاعفة إذا ماكنت بوابة لإعادة تعويم غارق اسمه:
ـ الأسد أو نحرق البلد.