مرصد مينا
هل حارب الأسد الأب، ومن بعده الابن “جماعة الاخوان المسلمين”؟
الإجابة : لا و نعم.
وهل حارب الأسد الأب ومن بعده الابن فصائل وتيارات اليسار السوري؟
الإجابة : لا و نعم.
هل حارب الأسد الأب ومن بعده الابن ملوك الرساميل في سوريا بقطاعيها الزراعي والصناعي؟
الإجابة : لا و نعم.
وفي “لا و نعم”، ثمة ما يستدعي الإيضاح، فقد ذهبا، الابن وأبيه إلى فتح جبهات على الإخوان المسلمين وصولاً لتدمير “حماه” وأجزاء من “حلب”، وفي ذات الوقت اخترعا فقهاء ومؤذنون للهتاف بحياتهما، وصولاً لإيواء أعتى المتأسلمون وأكثرهم عنفاً وتشدداً، ومن بينهم إيواء قيادات جبهة النصرة وكذا دواعش أطلقهما من سجونه بداية ٢٠١١ للاشتغال لحسابه، مرة في سوريا وثانية في لبنان، وحتماً شكّل الداعم لهم في العراق وتحت مسمى المقاومة.
أما عن “لا ونعم” المتصلة باليسار، فمنذ الأسد الأب وصولاً للأسد الابن، فقد قسّما اليسار إلى يسارين:
يسار تحت أبطه، ويسار تحت سيفه، فمنح “البكدشة” مكاتب ومكاسب، ليزرع الحزب الشيوعي في حضنه، وبالمقابل فتك باليسار الجدي، الناقد، العصي على أن يكون في الحضن، والكل بوسعه أن يتذكّر مئات المعتقلين والمنفيين والمغيبين والمقطوعة أخبارهم، وقد عزّز الابن ما أنتجه الأب، حتى باتت كلمة يسار تعني “الإرهاب” بالمساواة مع التيارات الإسلامية الراديكالية، ما يعني أن يتحوّل عبد العزيز الخير إلى شبيه الظواهري وبن لادن، وهاهو الرجل ورفاقه مغيّبون لا أحد يعلم إن كانوا على قيد الحياة أم في عداد الموتى.
أما عن الرأسماليات الوطنية، فقد طارد صنّاع الحرير والقطن والبروكار، وصولاً لإفلاس رموزهم، وليس رياض سيف سوى واحد ممن أفلسهم النظام، مع الإمعان في مطاردتهم سجناً وتنكيلاً واغتيالاً، ليطلق ملائكته بالمقابل، وملائكته من الرأسماليات، هم من اولئك السماسرة، القابضين على البلاد الجادين في الاستئثار على القطاعات الرابحة بماهيتها، ولولا هذا لما صعد نجم رامي مخلوف، ولما احتكرت بثينة شعبان تعليب الماء لتكون تاجرة الماء التي لا تخسر، أما قطاع الزراعة فبعد شعاره الفضفاض “الأرض لمن يعمل بها”، حوّل معظم الأراضي الصالحة للانتاج الزراعي في البلاد إلى قيادات ألويته العسكرية وأجهزة استخباراته حتى بات واحد من طراز علي زيود مالكاً وشريكاً لغوطة دمشق، ليزرع فيها عشوائيات مستبدلاً حور الغوطة ومشمشها ببيوت لا تخلو من الدعارة، وبالإشراف الشخصي من شرطة آدابه الحريصة على “تدعير” بلاد وانتهاك شرفها.
لا و نعم، أما عن “نعم الحرب” فقد خاضها بكفاءة تحسب له يوم تهديم المدن واجتثاث سكّانها، فيما “لاءه” اليوم تعلن عن نفسها وقد اطلت نيران الحرب على الجيران، ولعبت الصواريخ الإسرائيلية في سمائه ودون ردّ، و بتحييد نفسه.
تلك لاءهما وتلك نعمهما.
أيّ لا وأي نعم؟