الكرد بغالبيتهم مسلمون، ولكنهم يحتفلون بعيد النوروز، وهو العيد الذي لاتراق فيه الدماء، هو عيد للزهور، والبزق، وبطريقة ما، هو طريق من طرق الهوية المتآكلة، او المحاصرة، بين مجموعة من دول الطغيان التي اعتبرت في لحظة ما، أن الضحك باللغة الكردية نيل من هيبة الأمة.
يرجع أصل عيد النوروز إلى التقاليد الزرداشتيه،,وتشمل فيمن تشمل بلاد فارس، وقد باتت مسلمة، لكن الاحتفال بهذا العيد بقي فيها حتى بعد الفتوحات الإسلامية وأستمر إلى يومنا هذا، خصوصًا بين اكراد إيران، كما في شمال العراق والمناطق الكردية في سوريا فهم أكثر من يتمسكون به مستكملين تاريخ طريق الحرير، الذي حمل الكثير من الأشواك للأمة الكردية التائهة بين الامم.
في دمشق، كانت معظم الاحتفالات بهذا العيد تقام في بساتين منطقة العدوي، وكانت السلطات الامنية تحاصر المحتفلين وصولاً لاعتقال الكثير من منظمي احتفالاتهم، وكان لـ “جبل الرز” نصيبه من الاحتفال ومن الاعتقال، ومن تفريق الناس بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ولم ينفع تبديل المكان بتبديل ذهنية سلطة غاشمة تشتغل على المنع، باعتبار المنع شاغلها، حتى ولو كان الفعل مراقصة الزهور.
ما بعد الثورة، وكف يد السطة عن مساحات واسعة من سوريا ومن بينها شمال شرقي سوريا، انتقلت الهرواة إلى يد فصائل المعارضة، وكما حال سلطة الهراوة، كان حال معارضة الهراوة، بما جعل كرد المنطقة اياها يحاصرون بالمنع، وكذلك وبالاعتقال المودي إلى الاغتيال، وثمة الكثير من الأخبار تناقلتها الاحتفالات السابقة عن تغوّل فصائل المعارضة بدماء كرد كما في مناطق كنصفرة التابعة لناحية جنديرس وقرى ميدانيات التابعة لناحية راجو وسواهما من القرى الكردية.
اليوم عيد النوروز، حتمًا لن يكون في عفرين، فعفرين محتلة، بما تحمل كلمة محتل من تعبير ودلالة وواقع حال، والمحتلون من الفصائل المعارضة يستهويهم ذبح الخراف، فيما يستنكرون، وربما بالاتكاء على المراجع الفقهية، هذا النوع من الاحتفال الملوّن، فالقمصان السوداء، والأقدام السوداء، والرايات السوداء، لابد وتجهز سواطيرها للراقصين احتفالًا بقدوم الربيع.
كل نوروز والكرد بخير.. كل نوروز والدنيا ربيع على كل الامم، على اختلاف ديانات وأعراق ومذاهب الأمم.
كل نوروز بانتظار ربيع لامذابح فيه ولا تكفير.