لا غالب ولا مغلوب على أمره.. تباشير نهاية اللعبة في ايران

الانتخابات الإيرانية على الباب، وسلطة الملالي تشتغل على تحسين الصورة وتكحيل عيني جثة النظام، وتصور الأمر باعتباره تنافسًا ما بين إصلاحيين وراديكاليين في الحكم، أو غالبين ومغلوب على أمرهم.

ـ هل الأمر كذلك؟

بلاد على بوابة الانفجار، تلك حقيقة الحال في إيران، وليس هذا استخلاص قوى المعارضة الإيرانية، ولا أماني الدول التي باتت مهددة بالارهاب الايراني المتجوّل.. كانت هذه استخلاصات ربما توافق عليها الإيرانيون بمن فيها موالون لسلطة الملالي، فـ “الموت لرواحني”، بات موازيًا لـ “الموت لخامنئي”، مما يجعل أكذوبة القوى الإصلاحية متساوية مع حقيقة التطرف الخامنئي، وهو ما تؤكده الصحافة الإيرانية، الرسمية منها والمهاجرة.

كراهية الشعب  الإيراني لنظام الحكم وفشل مسرحية انتخابات نظام الملالي بات واحدًا من الموضوعات التي تعترف بها  “الزمرة المغلوبة على أمرها” في الحكم، كما الزمرة الرابحة.

وبالنتيجة:

ـ “اللعبة انتهت” حقيقية وليست شعارًا.

ماذا لو اقتطفنا بعض من الصحافة الإيرانية لنرى مالم يره من لايعرف إيران؟

صحيفة “همدلي” أشارت في مقال بعنوان “نسبة الاستياء الاجتماعي والمشاركة في الانتخابات” إلى الأزمات الاقتصادية واستياء الناس، وورد فيه:” إذا استمر هذا الاتجاه على ما هو عليه، فسوف يزداد الاستياء أيضًا ولن يتم اتخاذ أي إجراء ملموس بشأن ارتفاع الأسعار والتضخم. وبموجب مشروع قانون الحكومة، فإن الموازنة المستقبلية للحكومة سوف تواجه عجزًا كبيرًا وتضخمًا يربو عن 60 في المائة. وبناءً عليه، من المؤكد أنه لا يمكننا توقع مشاركة كبيرة من أبناء الوطن في الانتخابات”.

صحيفة “مستقل” سلطت الضوء على تصريحات غرضي، أحد عناصر زمرة خامنئي ومن المؤسسين لقوات حرس نظام الملالي الذي كان قد أعلن عن فشل جهود نظام الملالي في تسخين فرن الانتخابات مقدمًا، قوله: “إن السلطة السياسية تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى توافق وإرضاء الشعب بالمرشحين الذين تقدمهم، وفشلت في ذلك”. وفي تفسيره لسبب فشل نظام الملالي في كسب ثقة الشعب قال: السبب المؤكد الذي لا جدال فيه هو أن 5000 فردًا من أبناء المسؤولين في البلاد غادروا إيران وذهبوا إلى أمريكا وأخذوا معهم عدة مليارات من رأس المال”.

صحيفة “آرمان” سلطت الضوء على تصريحات عبد الله ناصري، من الزمرة المغلوبة على أمرها، الذي اضطر إلى الاعتراف بأنه “يعتبر الإطاحة حقيقة واقعة” ثم قال في ختام حديثه : ” لا ينبغي التستر على أنه بعد عام 2017 وضعف أداء الحكومة من ناحية والتمادي في تصلب النواة الرئيسية للسلطة من ناحية أخرى، لم يعد لدى المواطنين دافعًا كافيًا للمشاركة في الانتخابات، …إلخ. وأقر بأن شعار “اللعبة انتهت يا إصلاحي ويا أصولي ” واقعي إلى حد ما”.

إذا أصبح العالم كله صديقًا لنظام الملالي، فإن مشاكل النظام ستظل على ما هي عليه

لقد اعترفت صحف الزمرتين الحاكمتين بطريقة أو بأخرى بمأزق نظام الملالي مع المجتمع الدولي. فعلي سبيل المثال، كتبت صحيفة “رسالت” المنتمية لزمرة خامنئي مقالًا بعنوان “بايدن والكيل بمكيالين” ورد فيه: ” بايدن يبحث عن استراتيجية لتفعيل العودة إلى الاتفاق النووي بدون إنصاف. فالديمقراطيين يركزون منذ فترة طويلة على استراتيجية تسمى بـ ” العودة العبثية إلى الاتفاق النووي”. وعلى الرغم من أن أمريكا تُعتبر بموجب هذه الاستراتيجية أحد أعضاء الاتفاق النووي من خلال عودتها الإعلامية، وتَعتبر نفسها من دعاة “الائتلاف بين الدول في النظام الدولي”، بيد أنها على أرض الواقع تحول دون تعليق العقوبات النفطية والمصرفية والائتمانية والتجارية المفروضة على النظام “.

وفي تطرقها إلى علاقة نظام الملالي بالمجتمع الدولي أشارت صحيفة “جهان صنعت” في مقال بعنوان “جدار انعدام الثقة بين إيران وأمريكا” إلى المأزق الرئيسي، وكتبت: “حتى لو كان العالم كله أصدقاء للنظام وحتى لو تم رفع كل العقوبات الدولية على إيران وتمكنَّا من تصدير النفط أكثر من المعتاد، فإن مشاكل النظام وتحدياته ستظل على ما هي عليه. وفي تفسيرها لهذا الوضع، كتبت الصحيفة المذكورة: ” إن الاستراتيجيات الموجودة في الداخل ليست من شأنها أن تُفضي إلى مسار التقدم”.

ووصفت صحيفة “ستاره صبح” الوجه الآخر لمأزق نظام الملالي، نقلًا عن خبير حكومي، وكتبت: ” إن قانون مجلس شورى الملالي دليل على بُعد النظام عن الاتفاق النووي. ويعتقد واضعو هذا القانون وأنصاره أنهم يمكنهم من خلال هذا الاتجاه إقناع خصوم النظام بالعودة إلى الاتفاق النووي. بيد أن الحقيقة هي أن هذا الاتجاه لن يسفر عن إحجام الخصوم عن العودة لهذا الاتفاق فحسب، بل سيدفعهم إلى تبني سلوكًا أكثر تطرفًا وحدةً ضدنا”.

غليان إيران الداخل، هو الرهان.

سواه لعب في الوقت الضائع.

Exit mobile version