مرصد مينا- لبنان
بينما تتواصل معاناة اللبنانيين اليوميّة مع التقنين القاسي في التيار الكهربائي وشحّ مادتي البنزين والمازوت، فضلاً عن تدهور قيمة العملة الوطنية وغلاء الأسعار وارتفاع سعر الدولار، تلوح في الأفق أزمة أخرى تتمثل في إمكانية انقطاع الانترنت في لُبنان.
رئيس مجلس إدارة شركة “أوجيرو تيليكوم” “عماد كريدية”، حذر من أن هيئة الاتصالات الحكومية في لبنان قد تضطر إلى قطع الاتصال بالإنترنت عن جميع أنحاء البلاد خلال ساعات الذروة، مشيرا إلى أن الاتصال بالإنترنت سيتوقف في حال اشتداد انقطاع التيار الكهربائي.
وقال كريدية في “تغريدة” على حسابه على “تويتر”، إنه فيما يتعلق بترتيب أولويات الخدمات، لا يزال الموضوع قيد النظر، بما في ذلك إمكانية إيقاف تشغيل الوصول إلى الإنترنت خلال ساعات الذروة عندما يكون استخدام الإنترنت منخفضا، وهو إطار زمني سيتم استخدامه لإراحة المولدات، مشيرا إلى أن شركته قد لا تكون قادرة على تقديم خدماتها في حال زيادة انقطاع التيار الكهربائي، مشيرا إلى أن المولدات الاحتياطية للشركة غير قادرة على تعويض نقص الكهرباء في ظل استمرار أزمة نقص الوقود.
من جهته، أوضح وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال طلال حواط، في حديث تلفزيوني، أنه بغياب مادة الفيول، يتوف الإنترنت تلقائياً في لبنان.، لافتا إلى أنه طالما مصرف لبنان يؤمن الاعتمادات المطلوبة لشراء الفيول للشبكات الخاصة بالإنترنت، ومن ضمنها “أوجيرو” وهي الشبكة الارضية، فلن تكون هناك أي مشكلة، ووزارة الاتصالات لديها مولدات للطوارئ معدّة لتأمين حوالي ست ساعات في النهار، لكنها تُحمَّل أكثر بكثير مع ارتفاع ساعات التقنين، مؤكداً “إننا كوزارة وهيئة أوجيرو نبحث في جميع الطرق للاستمرارية، من بينها استبدال المولدات القديمة ووضع مولدات إضافية لدعم الاحتياط وبالتالي الشبكة”.
يشار إلى أن الإنترنت يعد من أساسيات حياة اللبنانيين، وزادت الحاجة الماسّة إليه بعد أزمة فيروس كورونا التي فرضت واقع الـ”أونلاين” على جميع الأصعدة، ولا سيما التربوية والمهنية، عدا عن تحوّله إلى وسيلة تواصل وحيدة بين الناس والعالم الخارجي في ظلّ الحجر المنزلي.
يذكر أن مختلف المناطق اللبنانية تشهد تقنيناً حادّاً في التيار الكهربائي، سبق أن لوّحت إليه مؤسسة الكهرباء، مع إعلانها اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية بما يتجانس مع مخزون المحروقات المتوفر لديها، بهدف تأمين حدٍّ أدنى من الاستقرار في التغذية بالتيار الكهربائي لأطول فترةٍ ممكنة، وذلك لحين التمكّن من تفريغ حمولات الناقلات البحرية الموجودة كافة.