لا يوجد أكثر بذاءة مما نعيش

السيدة نهلة الشهال، اسم بالغ الظلال في الكتابة العربية، ترجمة وتأليفًا، في كتاباتها غضب بين السطور، وقلّما أباحت عن غضبها بالصراخ، غير أنها باتت اليوم ترفع الصراخ حتى عنونت عبر صفحتها على الفيس بوك:”لا يوجد أكثر بذاءة مما نعيش.

ماكتبته هو حال اللبناني وقد تناهبه الفساد بالتحالف مع المصرف، وكي لانحل محلها لتقول مانرغب بأن تقوله، ننشر نصها كما كتبته، ففيما كتبته وبلغة الناس، كشّاف بالغ الدقة يقول كل مايجب أن يقال.. كتبت:

انا يا جماعة قررت ان اعلّق على كل شخص عنده سلطة سواء بالدولة او بالقوى السياسية منها وحتى على الوعاظ قررت اذا ان أعلق على كل واحد وواحدة من هؤلاء بجملة واحدة من كلمتين: “كول/كلي خرا”. شخصيا لستُ معتادة على الالفاظ البذيئة، ولكني اعتقد انه لا يوجد أكثر بذاءة مما نعيش. من سرقة الناس بواسطة فخ المصارف جهارا نهارا الى انفجار المرفأ الذي سيظل مجهول الظروف، الى تكدس اكوام الزبالة في شوارع المدن، الى حريق جبل النفايات المتكرر في طرابلس، الى قوارب الموت الراكبة البحر بالعشرات كل يوم، (اليوم في 80 غريق ويقال اكثر) والى تفلت عصابات الفتيان في الشوارع على العالم تضرب وتشلح وهي محمية بوضوح من اجهزة نافذة وغايتها الترويع، الى انقطاع الكهرباء والماء والبنزين والدواء وانسداد أبواب الاستشفاء، الى فقدان الخبز في مرات كثيرة، الى انهيار التعليم بكل مستوياته… الى الجوع بمعناه الفعلي وليس المجازي… هل نسيت شيئاً؟

بلد وناس متروكين تماما، وهو حال لم يسبق له مثيل، لانه حتى في الاحياء والمدن التي تحكمها المافيات فهناك قانون يعرفه الجميع، سيء ولكنه معروف، وهناك مرجعيات معلومة، وهي تضطهد من تريد أو تحتاج لاضطهاده، لحد القتل، ولكنها تنظم علاقتها بالناس وإلا فلا يمكن ان تستمر هي نفسها. ويمكنكم دراسة حالات بعض انحاء المكسيك او البرازيل لتتاكدوا هذا ناهيك بايطاليا حيث الامور اكثر “تحضراً”. أما ان تسيب مثلما هي سائبة في لبنان ولا يتدخل لا الروساء ولا النواب والوزراء ولا حتى المخاتير ويختفي رؤساء الاحزاب من اليسار واليمين، من العلمانيين ومن الدينيين، ويتكلم شيوخ الجمعة ووعاظ الاحد بمواضيع خارج الصدد، ويتصرف هؤلاء جميعا وكان الامر عادي فهذا فعلا غير مسبوق.

انتهى كلام السيدة الشهال، ولم تنته آلام لبنان.

Exit mobile version