<p style=”text-align: justify;”><strong>اللبنانيون متخوفون، فقد تنزاح الرياح السورية نحوهم، وإذا ماحدث، فثمة ذاكرة ظن اللبنانيون أنهم غادروها، وهي ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية وقد امتدت خمسة عشر عامًا، ذاق اللبنانيون ويلاتها، وكانوا قد غادروها على أمل اللاعودة إليها.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>الصيغة اللبنانية، بالغة الدقة، وأي اهتزازات في الصيغة قد تعيد لبنلن إلى دائرة النار، وهاهم موقدو النيران، يشتغلون على إطلاق شرارتها، ولاندري أهم يفتعلون أسباب انفجار الصيغة اللبنانية، أم أن الصيغة لم تعد قابلة للحياة.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>أي مراقب للحالة اللبنانية، بوسعه القول بأن “حزب الله” انتزع مع سلاحه القرار اللبناني، وبات الجميع إما تحت إبطه، وإما تحت سيفه، وفي الحالين فلبنان تحت الخطر، وهاهو الخطر اليوم يأتي من جبل لبنان، حيث يلعب جبران باسيل دورًا أقل ما يقال فيه، أنه دور إشعال فتنة أهلية ظن الكثيرون أن لبنان قد تجاوزها، فليس ثمة سبب موضوعي واحد لخطاب التحريض الذي يمارسه وزير الخارجية اللبناني، حتى ولو جاء تحت عنوان “شدّالعصب المسيحي”، فالمسيحيون في لبنان منقسمون، كما حال السنّة، والدروز، وكذلك حال الشيعة وإن كانت وطأة حزب الله تعيق إعلان حقيقة البيئة الشيعية التي تورطت أكثر من غيرها في حروب المنطقة، حتى تضاعف فقرها، وهي التي كانت ذات يوم تمثل حزام الفقر اللبناني.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>اليوم، يأتي الانفجار من الصراع الدرزي / الدرزي، وهو صراع لايهدف إلى توطيد أركان مرجعية درزية جديدة على حساب مرجعية المختارة ووليد جنبلاط، بقدر ماهو صراع بالوكالة، فطلال أرسلان، وكذلك وئام وهاب، ليسا في واقع الحال، سوى ذراعين من أذرع حزب الله، وكذا وكيلين للنظام السوري في لبنان، ومواجهتهما لوليد جنبلاط على هذا النحو المستفز، ليس سوى رسالة من النظام السوري، تقوم على إقلاق وليد جنبلاط وحصاره، وإسقاطه في بيئة قد يشكل انفجارها انفجارًا للبنان كل لبنان،</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>مشاكل لبنان ممتدة، بدءاً من:</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>ـ فساد أجهزة الدولة.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>ـ الانقسام التاريخي في القوى والأحزاب السياسية.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>ـ موضوع الهجرة السورية باتجاه لبنان وقد أضاف للحالة الاقتصادية المنهارة أسبابًا جديدة للانهيار.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>ـ تخطي لبنان لدوره الإقليمي عبر تخطي حزب الله لهذا الدور وزج البلد في معارك خاسرة أدت في تموز 2006 إلى تهديم مدن وتشريد السكان.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>وفوق هذا وذاك، فلبنان وهو مساحة الغير في اللعب على أرضه.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>اليوم، يأتي من يحرّك فتيل الاشتعال، وفي ردود االفعل نقرأ قلق المصارف اللبنانية، كما نلحظ الإقبال على هجرة الناس من البلاد تخوّفًا مما تنذر إليه الاضطرابات اللاحقة خصوصًا في جبل لبنان، فالعاصفة الهادئة التي تجتاحه اليوم قد تنقلب إلى عاصفة قاتلة مع توفر الأسباب، أتفه الأسباب وأقلها شأناً.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>حزب الله، هو الرابح الوحيد من الاضطرابات فيما لو وقعت، فالسلاح محتكر بيده، والعقيدة الانتحارية جزءًا من بنيته، والداعم الإيراني متوفر، والدور لايتحقق إلاّ وسط الحرائق، وهاهو يتفرج على الفتيل الذي يشعله، أقله في البيئة الدرزية وهي قاب قوسين من مواجهة السلاح بالسلاح، وقد يحدث ذلك على الرغم من محاولة استيعاب الحالة، أقله من تيار وليد جنبلاط وقد اقتصرت ردود فعله على رد الحجة بالحجة.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong> </strong><strong>لبنان في خطر، واللاعبون خارج دائرة المخاطر.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>هي ذي الحالة.</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>حالة محركاتها تعمل اليوم بكل طاقتها، وإذا ما انفجرت فلهذا معنى واحد:</strong></p> <p style=”text-align: justify;”><strong>ـ لن يتبقى مكان واحد شرق المتوسط خارج دائرة الحرائق.</strong></p> <p>مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي</p> <p><em><strong>حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©. </strong></em></p>