fbpx
أخر الأخبار

لبنان الغارق بالزورق وسواه.. تظاهرات ضد الجيش؟! أي تظاهرات هذه؟

الجيش، آخر مؤسسة لبنانية يتوافق اللبنانيون على شرعيتها بعد أن اسقطوا من حساباتهم الوزارات والبرلمان والاحزاب، فكانت المؤسسة المستثناة على الدوام من “كلن يعني كلن”.

اليوم بات الجيش واحدًا من “كلن” بعد حادث الزورق الغارق وشهادة أحد الناجين بالقول أن “زورقًا للجيش صدم زورق المهاجرين”، وهكذا انتفضت “طرابلس” اكبر مدن لبنان بعد العاصمة، وأكثر المدن فقرًا وعوزًا ووجهت حجارتها إلى الجيش وعناصره، حتى كاد قارب الموت أن يشعل طرابلس ويضع البلد مجدداً على حافة انفجار، بعد اتهام الجيش وتحميله مسؤولية صدم الزورق الذي يقل حوالى 60 مهاجراً بطريقة غير شرعية، لقي بينهم نحو 14 راكباً حتفهم، غالبيتهم من الأطفال، وتم إنقاذ حوالى 48 راكباً وسحب 8 جثث من الضحايا، حسب ما أدلت به الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

ردود الفعل اللبنانية تسارعت فعلى الفور وعلى الأثر، غرّد سعد الحريري بضرورة فتح تحقيق بالحادث، وفعل الكثيرون مثله، بعضهم لابد ويرغب في تحميل الجيش مسؤولية غرق المركب.

التحقيقات قد تكشف عن صحة الادعاء او عدم صحته، غير أنه في الحالين، لن يكون غرق الزورق مستقلاً عن غرق لبنان كل لبنان.. غرق لبنان بالديون، وغرقه بالفساد والعتمة، وغرق بإغراق المحاصيل الزراعية، كما وغرقه عبر وقوعه في قبضة حزب الله، وهي القبضة التي قادت لبنان لمواجهات على جبهات قريبة وبعيدة حتى كاد لبنان أن يكون شريكًا في كل حروب المنطقة، وهو العاجز عن “كنس باب بيته”.

التظاهرات في طرابلس انطلقت بمواجهة الجيش، وهذا رد فعل يمكن تفهّمه دون الوقوع في قبوله، فالجيش في لبنان مازال “المؤسسة الوطنية الجامعة” خارج الحسابات والمحاصصات الطائفية، فإذا ماغرق الجيش فلن يتبقى ماهو ناج من الغرق في لبنان، واذا كانت التظاهرات هي الفعل المشروع والأكثر جدوى وأهمية فالطبيعي أن تواجه أسباب الغرق، ونعني بأسباب الغرق:

ـ سرقة مدخرات الناس.

ـ البطالة القاتلة مابعد نزوح أو توقف الاستثمارات.

ـ الفقر القاتل وصولاً للقمة الخبز.

ـ انعدام أسباب الحياة بدءًا من انعداك الكهرباء صولاً لاعدام حفنة الماء في بلد ترمى مياهه بالبحر كما ناسه يرمون في البحر ذاته حصة للغرق والموت والجهل بالمصير.

ـ تظاهرات ضد الجيش، فعل يمكن قبوله كردة فعل أولية، ناتج لحظة التقاط الغرقى، ولكن التظاهرات كل التظاهرات ستصيب أهدافها يوم تتجه إلى مصرف لبنان وقد امتلكه رياض سلامه وأخيه، والى نبيه بري وقد طوّب لبرلمان باسمه حتى بات البرلمان من حصته حتى وهو في طريقه إلى القبر، وأن تتوجه التظاهرات إلى رئاسة، لا الرئيس فيها رئيسًا لكل اللبنانيين، ولا صهره يقبل بأن يترك مفتاح القصر الجمهوري ليتحول إلى قصر رئاسي يصلح لترعى فيه الماعز والأبقار.

تظاهرات أي نعم، ولكن بمواجهة من؟

الجيش؟

كل حصاة ترمى بمواجهة الجيش تعزز من سطوة وحضور حزب الله، لتكون الحصاة الخاطئة في لحظة لبنانية هي الأحوج إلى “التصويب” الصحيح، والصحيح هو بلا شك، بمواجهة من يمسك بالبد ويدفع الناس الى طلب الهجرة حتى ولو كانت أثمانها “الموت غرقًا في البحار”.

لبنان بحاجة إلى قوارب انقاذ، لا من رحلات البحر المميتة فحسب.. إنقاذه ممن أغرقه ومن أغرقه لايقع في خانة “المجهول”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى