لبنان.. الموت الحلال

زاوية مينا

“توسيع الحرب”؟! وما الذي يعنيه توسيع الحرب اكثر من 300 غارة جوية على الجنوب وقرى الجنوب خلال الساعات الأولى من هذا الصباح ؟!

هي الحرب بكل معانيها وكوارثها وامتداداتها وهي حرب بين طرفين:
ـ اوّلهما يشتغل على لغة الخطابة والشَعر بأردأ لغاته.
وثانيهما يستثمر في كل وسائل القتل بدءاً من “الاتصالات” وصولاً لـ f35 التي تعتبر من آخر منتجات السحر لدماغ الشيطان.

وها نحن نتسمّر أمام الشاشات، وعلى الشاشات نزوح الآلاف من الجنوبيين نحو مجهول جديد ما بعد جهل الحروب التي لا تعني بالنسبة للجنوبيين اليوم سوى تبادل الخدمات لطرفين إقليميين لكل منهما تطلعاته في الهيمنة على هذا الشرق، اوّلها إسرائيل المحكومة بتضامن عالمي واسع لا يسمح لمواطنيها بخسارة رغيف الخبز، وطهران تلك البقعة الخارجة من التاريخ إلى الكهف، وبلغة الكهف، وأدوات الكهف، وعقائد الكهوف وحرق الرغيف.

هي الحرب اتسعت، وستتسع اكثر فأكثر ليكون الخراب الشامل ذاك الذي يطال لبنان بجنوبه الآن، وببحره غداً، دون استبعاد خراب بيروت وصولاً إلى شماله بما لا يجعله بلداً قابلاً للعيش، وهو البلد الذي طالما لعب مع التاريخ لعبة “الأكثر جدارة وشغفاً بالعيش” ولو لم يكن كذلك لما كان له من الرحابنة أعذب الأناشيد ومن جبران أعذب النصوص، ومن مهاجريه الفاتحين ما سمح لهم بوراثة أجدادهم الفينيق.

هو لبنان اليوم المحكوم بـ “تبادل الخدمة”، ما بين طهران وتل أبيب دفعاً نحو خراب البلد الوحيد المؤهل لمنافسة إسرائيل.. نعم منافسة إسرائيل بـ “المصرف والاستشفاء والميناء” ومنافستها حتى على منتجات الموضة والعطور، وهي المنافسة التي أسقطتها سطوة الملالي وسلطتهم حتى بات لبنان في ذيل المصارف وفي جورة الموانئ وعلى هامش الحياة التي طالما ابتكر أبدع أشكالها يوم لم يكن للبنان “حزب الله” ويوم كان له من “كركلا” أبدع الرقصات والمهرجانات، ويوم لم يكن بلد اللطميات وقد حلّت محل الزغاريد.

وهاهي طهران تتفرج، بل بما يتجاوز الفرجة هاهو رئيسها الجديد، صبي الولي الفقيه يحكي عن “السلام” باعتباره الخط الفاصل ما بين الله والشيطان، دون نسيان ان ملاليه أوّل من اشتغل على سلطة الساطور وتقديس “الموت الحلال”.
لبنان إلى الخراب.
تلك هي نتيجة الخدمة المتبادلة ما بين ضبعين:
ـ أولهما ينتظر خلاصه بإزالة لبنان.
وثانيه ينتظر خلاصه بإزالة لبنان.
خصمان يتنافسان على دمنا.
هذا هو الحال.

Exit mobile version