هو يوم قد “يزحزح” في المشهد اللبناني، يزحزح ولا يحسم، فالانتخابات البرلمانية اللبنانية اليوم مازالت تنافسًا ما بين تيارين، اوّلهما يحيل الخلاص إلى الخلاص من “حزب الله” وسطوته على السلاح، والثاني، الثنائي الشيعي الذي يرى سلاحه يساوي لبنان كل لبنان.
ولايكون احدهما إلاّ بالغاء الآخر بعد ان بات التعايش في حكم المستحيل.
التيار الثالث، اطلق عليه التيار المدني، وبلا شك، فهو تيار بلا جسم مكتمل، شتات اجسام تطمح، وسلاحها حتى اللحظة “قلّة الحيلة”، أو دعم من السفارات، او بيوت الـ إن جي اوز، وإذا ماحصل هذا التيار على اختراق ونال مقاعد في البرلمان، فبلا شك سشيوش على برلمان احتُكر ولسنوات إلى قوى الأمس، وأحزاب الأمس، وزعامات الأمس، وقد “استرطبت” هذه الاحزاب والزعامات القيلولة في برلمانها، وعلى مقاعدها، وأيديها كل أيديها تمتد إلى النهب والفساد، والمزيد من العبث والإثراء على حساب قوت الناس وطبابة الناس ومدارس الاولاد ومستقبل البلاد.
الإقبال على الانتخابات فاق ماكان متوقعًا، فالكلام عن المقاطعة، يعني الخسارة المحتّمة لأي تغيير، والشراكة في الانتخابات، لاتعني ولا بحال من الاحوال حتمية الخلاص، وثمة من يتوقف طويلاً عند المقاطعة التي شق طريقها سعد الحريري، مع ملامة مبررة يقولها معارضوه، فمقاطعة “المستقبل” للانتخابات، لابد ويعطي الفرصة للثنائي الشيعي للاستفراد بالصناديق، وهو ماسبق ووقع فيه الموارنة قبل انتخابات سنوات.
الانتخابات البرلمانية اللبنانية اليوم، لاتعني قلب الطاولة، غير ان حال كما حال الطاولة اللبنانية لابد وأن تهزّ، وأي كان هزّها فهو يعني “احتمال” التغيير، فيما “الستاتيك” ليس سوى إعادة اللبنانيين إلى “الجحيم” كل الجحيم، والاحتمال لاشك أفضل من ذاك اليقين.
الشعارات كلها توحّدت على “مجابهة الفساد، مال المودعين، استقلال القضاء، سحب سلاح حزب الله”، والخرق فقط في قائمة الثنائي الشيعي وقد رفع “السلاح” إلى مرتبة الله، وحسن نصر الله يلوّح بانتصاراته على إسرائيل، مغفلاً أن انتصارته كانت على اللبنانيين، ليطمئن الإسرائيليون.
ربما الشعار اللافت اكثر من اي شعار، كان شعار:
ـ سيري فعين الله ترعاك.
شعار يخاطب قاطرة مجهولة، ومشروع مجهول، ومصير مجهول.
وهذا لبنان اليوم يبحث عن مصيره.
الانتخابات لن “تشيل الزير من البير”، قد تهزّ الصيغة.. صيغة باتت ثقيلة على خبز لبنان وبحر لبنان، وحقيبة التلميذ المدرسي في لبنان.