تصل سفينة التنقيب عن النفط المستأجرة لحساب شركة النفط الفرنسية، إلى منطقة “كاريش” البحرية، واللبنانيون منشغلون بترتيب وحياكة المؤامرات بعضهم على بعض.. حزب على حزب، وطائفة على طائفة، وزعيم على زعيم، ولص على لص، والكل على الناس، عموم الناس من أهل البلاد.
وصول السفينة هذا ، يعني في عنوانه العريض الفشل الذريع للحكومة اللبنانية، كما كتبت لوفيغارو بقلم خبير الطاقة لوريان هاتيان في تغريدة له على تويتر، والرجل كان يغرّد يوميًا بالعد التنازلي لرد فعل السلطات اللبنانية.
تنقل لوفيغارو عن الخبير الدولي ميشيل غزال، وهو مستشار لدى الفريق اللبناني الموفد في أكتوبر عام 2020 لإجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل في معبر الناقورة الحدودي تحت رعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة، تنقل عنه قوله: “حالما يبدأ استخراج الغاز الذي خططت له شركة Energeen .
في غضون ثلاثة أشهر، سيبدأ التنقيب عن الغاز وسيخسر لبنان الورقة الرابحة ضد إسرائيل.. هذا ماكتبته لوفيغارو.
مما كتبته أيضًا أن الوفد اللبناني أعلن أنه يطالب بخط حدودي جديد- خط 29- لعبور حقل كاريش. ويوضح الخبير الدولي ميشيل غزال دائما أن هدف الجانب اللبناني كان “الخروج من حرب المواقع التي استمرت لمدة عشر سنوات. ويتطلب ذلك أن يقلب لبنان ميزان القوى، بفضل ادعاء، في القانون الدولي للبحار، من شأنه إجبار الأطراف على تعليق كل استغلال في المنطقة المتنازع عليها “.
“لوفيغارو” اوضحت أنه في حين تم تحديد إمكانات الغاز في حوض بلاد الشام في البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من عشرين عامًا، وأعلنت إسرائيل للتو عن إطلاق مزاد جديد لتراخيص الاستغلال، فإن لبنان غائب تمامًا عن إعادة التشكيل الاستراتيجي الجارية في البحر الأبيض المتوسط .
بعد الحرب في أوكرانيا، أعادت الرغبة الأوروبية في تقليص اعتمادها على الغاز الروسي الاهتمام بالجيران، لكن لبنان لا يستفيد من ذلك. في هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن ديانا قيسي، مستشارة الحوكمة في قطاع الطاقة قولها: “لا توجد شركة مستعدة للاستثمار في مثل هذه الدولة المختلة” وتقصد “لبنان”.
تحدثت “لوفيغارو” عن فشل يعزى إلى حد كبير إلى حقيقة أنه حتى الآن، ليس للبنان اتفاق حدودي مع أي من جيرانه الثلاثة:
ـ في الغرب، تم إبرام اتفاقية في عام 2007 مع قبرص ولكن لم يتم التصديق عليها. ـ إلى الشمال، تكشف مزاعم كل من سوريا ولبنان عن منطقة متنازع عليها محتملة تبلغ مساحتها 750 كيلومترًا مربعًا.
ـ في الجنوب، كان الخلاف مستمرًا منذ عام 2011، عندما قدمت إسرائيل إلى الأمم المتحدة إحداثيات حدودها، المعروفة باسم الخط 1، التي تتعدى 860 كيلومترًا مربعًا على المساحة التي يطالب بها لبنان، قبل بضعة أشهر من خلال إخطار الأمم المتحدة للإحداثيات الخاصة به، وعهد بالوساطة إلى الدبلوماسي الأمريكي فريدريك هوف الذي اقترح في عام 2012 على الطرفين الاتفاق على خط تساوي الأبعاد الصارم.
ومضت “لوفيغارو” إلى التوضيح أنه أثناء استئناف المحادثات غير المباشرة نهاية عام 2020 في الناقورة، رفضت إسرائيل رفضًا قاطعًا الموقف التفاوضي الجديد للوفد اللبناني الرسمي، والذي يتعلق الآن بالخط 29، وهو توسيع المنطقة المتنازع عليها بمقدار 1430 كيلومترًا مربعًا مقارنة بالخط 23.
الولايات المتحدة، التي تدعم الموقف الإسرائيلي تقترح فيما يتعلق بالخط 23، مهمة مساعي حميدة، ففي فبراير 2022، قدمت واشنطن عرضًا إلى بيروت، والذي، وفقًا لمصادر متطابقة، هو مزيج من خط هوف وخط 23 و ما يزال الرد الرسمي من لبنان منتظرًا. ويستمر الغموض الأكبر فيما يتعلق بموقف السلطات من هذه المسألة الاستراتيجية.
ـ في مقابلة، أكد ميشال عون على أولوية الخط 23.
من بعده:
ـ رئيس الأمن العام عباس إبراهيم، حذر إسرائيل من أي تجاوز شمال الخط 29.
ـ حسن نصر الله يهدد بعملية مسلحة على منشآت بحرية إسرائيلية من أجل “حماية” حقوق اللبنانيين بحقول الغاز.
واليوم بات الطريق مفتوحًا على الحرب، أما الحرب فهي حربان:
ـ حرب قد تقع ما بين إسرائيل وحزب الله، وحرب الهويات المتناحرة في لبنان، والتي لم تتوافق حتى على حدود الأرض والبحر والسماء.
بالنتيجة إنها :
ـ الدولة “المختلة” التي تقود أرضها، وسماءها وبحرها إلى “الاحتلال”.
هو الامر كذلك “من الاختلال إلى الاحتلال”.