
مرصد مينا
حذر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، اليوم الجمعة، حركة “حماس” من استخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ أعمال تهدد الأمن القومي اللبناني أو تمس بسيادة الدولة، في خطوة تعكس تصاعد القلق الرسمي من تدهور الأوضاع الأمنية بعد سلسلة من حوادث إطلاق الصواريخ على إسرائيل وردود الفعل العسكرية الإسرائيلية.
جاء هذا التحذير خلال اجتماع استثنائي عقده المجلس في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وبحضور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ووزراء الدفاع، والداخلية، والخارجية، والمالية، والعدل، والاقتصاد، إضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وعدد من المسؤولين القضائيين.
وأصدر المجلس في ختام الاجتماع بياناً شدد فيه على ضرورة “عدم السماح لحماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية بزعزعة الاستقرار الأمني والقومي في لبنان”، مؤكداً أن “سلامة الأراضي اللبنانية فوق كل اعتبار”.
وأضاف البيان أن المجلس، وبعد التداول بالمعطيات الأمنية وانعكاساتها، قرر رفع توصية واضحة إلى مجلس الوزراء، نصّت على: “تحذير حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمال تمس بالأمن القومي اللبناني، على أن تُتّخذ أقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية”.
يأتي هذا الموقف الرسمي في أعقاب إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، ما دفع تل أبيب إلى شن ضربات جوية استهدفت مناطق في الجنوب اللبناني، وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله وحلفائه.
وخلال الاجتماع، شدد الرئيس اللبناني على “أهمية ترسيخ الاستقرار الأمني وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”، مشيراً إلى “ضرورة عدم التهاون مع أي محاولة لتحويل لبنان إلى منصة لزعزعة الاستقرار أو الزجّ به في نزاعات إقليمية”.
وأشار إلى التطورات الأمنية في سوريا، داعياً إلى “ضبط أي ارتدادات محتملة على الداخل اللبناني، خصوصاً في ما يتعلق بملف النازحين السوريين”.
من جهته، أكد رئيس الحكومة نواف سلام على “ضرورة تسليم السلاح غير الشرعي، تطبيقاً لوثيقة الوفاق الوطني والبيان الوزاري”، مشدداً على رفض زعزعة الاستقرار من أي جهة كانت، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وخلال الاجتماع، قدم قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية تقارير ميدانية مفصّلة عن الوضع في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما فيما يتعلق بحوادث إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، حيث أفادوا بتوقيف عدد من المشتبه بهم، تمهيداً لبدء ملاحقات قضائية بحقهم مطلع الأسبوع المقبل.
وفي ختام البيان، شدد المجلس الأعلى للدفاع على التزام الدولة اللبنانية بحماية أمنها القومي، وعدم السماح لأي طرف داخلي أو خارجي باستغلال أراضيها في أي صراع، مؤكداً أن كل من يثبت تورّطه في أعمال تمس بسيادة لبنان سيتعرض للمساءلة القانونية والملاحقة القضائية.