مرصد مينا
نفذت السلطات الايرانية حكم الاعدام بحق شاب يبلغ من العمر 23 عامًا بواسطة رافعة وذلك بعد أقل من شهر من اعتقاله وبعد محاكمة سرية.
صحيفة “نيويورك تايمز” أشارت إلى أن إعدام المحتجين علنا يمثل ” تحول في حملة الحكومة القمعية إلى حملة أكثر فتكا”.
وحكمت محكمة بمدينة مشهد على، مجيد رضا رهناورد، بالإعدام، بزعم قتل اثنين من عناصر قوة الباسيج شبه العسكرية وإصابة أربعة آخرين.
موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية مجموعة نشر مجموع من صور رهناورد وهو معلق على رافعة معدنية ويداه ورجلاه مقيدتان ورداء أسود فوق رأسه.
من جهتها ذكرت “شبكة 1500 تصوير” إن والدة رهناورد سُمح لها بزيارته في الليلة التي سبقت إعدامه. ولم يكن أي منهما على علم بالإعدام الوشيك، بحسب الشبكة الناشطة في تغطية الاحتجاجات.
بدورها قالت وزارة الخارجية الأميركية إن “عملية القتل الأخيرة” تظهر أن القيادة الدينية في إيران تخشى شعبها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين إن “هذه الأحكام القاسية، والآن أول إعدام علني (مرتبط بالاحتجاجات)، تهدف إلى تخويف الشعب الإيراني. إنها تهدف إلى إسكات المعارضة وتظهر ببساطة إلى أي حد تخشى القيادة الإيرانية شعبها”.
وكانت السلطات الإيرانية أعدمت الأسبوع الماضي، محسن شكاري، الذي أدين بتهمة جرح عنصر من قوات الباسيج. وكان الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام بحقه أثار تنديدا دوليا واسعا. وقالت منظمة العفو الدولية إن إيران من أكثر الدول إصدارا لعقوبات الإعدام بعد الصين.
وحذرت المنظمة الحقوقية في نهاية هذا الأسبوع من أن حياة شابين آخرين حُكم عليهما بالإعدام – ماهان صدرات وسهند نور محمد زاده – كانت في خطر وشيك.
يشار أن نجم الكرة الإيراني، علي كريمي، الذي فر من البلاد إلى منفاه وبات صوت بارزا للاحتجاجات الشعبية، دعا في تغريدة إلى إيقاف إعدام لاعب فريق تراكتور تبريز السابق.
وألقت طهران مرارا باللوم على الأعداء الأجانب فيما وصفته بـ “أعمال الشغب” واتهمت “الإرهابيين” بقتل العشرات من أفراد قوات الأمن في انتفاضة تمثل أكبر تحد للنظام منذ الإطاحة بالشاه عام 1979.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن 450 متظاهرا على الأقل قتلوا، وتقول الأمم المتحدة إن 14 ألفا اعتقلوا.
إلى ذلك، انتقد مسؤول إيراني رفيع مقرب من المرشد الأعلى، علي خامنئي، بشدة سياسات القيادة بالجمهورية الإسلامية.
وقال محمد سرافراز، الرئيس السابق لهيئة بث جمهورية إيران الإسلامية (IRIB)، الكيان الذي تديره الدولة والذي يشرف على جميع البث الإذاعي والتلفزيوني في البلاد، وذلك خلال مقابلة فيديو أن الحكومة “واجهت بؤسًا لا يمكن أن تستجيب لأصغر مطالب الشعب”.
جاءت المقابلة، وهي تحذير نادر من مسؤول معين من قبل خامنئي، في مقابلة مع، شهرزاد ميرقوليخان، نُشرت على موقع يوتيوب ونقلها موقع راديو أوروبا الحرة.
وأضاف سرافراز أن “طريقة الضرب والاعتقال والقتل هذه لن تنجح وعاجلاً أم آجلاً ستصل إلى طريق مسدود ويجب إيقافه”.كان سرافراز رئيسًا لهيئة البث الحكومية من عام 2014 حتى استقالته 2016، وهو حاليًا عضو في المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، وهو كيان حكومي للتحكم في سلطة الدولة على الإنترنت وممارستها، حيث يتم تعيين أعضائها من قبل خامنئي.
وفي اشارة إلى نجل المرشد الأعلى واحتمالية وراثته لمنصب والده، قال سرافراز إن “الطريقة التي اختير بها مجتبى خامنئي للحكم خاطئة”، مضيفا أن “طريقة الضغط على الناس وعدم الاهتمام بمطالبهم السياسية والاقتصادية وحرياتهم المشروعة لن تنجح”.
وأضاف: “أعلم أن شيئا ما قد يحدث لي بقول هذه الكلمات، كما أنني كتبت وصية”. بحسب موقع الحرة.