مرصد مينا
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك عن خشيته من قرب زوال اسرائيل، وذلك في مقال له في صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.
وقال باراك في مقالته: “على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن”، مضيفا إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وإنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وفي تعليقه على مقال باراك التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم الأربعاء الماضي، قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر “إسرائيل احتفلت بعيد استقلالها الـ74 على حساب نكبة شعبنا وتشريده، فهل ستعمّر إسرائيل وقد أتمّت العقد الثامن أم إنها قد لا تبلغه؟”.
وأشار الخطيب إلى مخاوف باراك في عام 2022، و”مخاوف (رئيس الوزراء السابق بنيامين) نتنياهو التي عبّر عنها عام 2017، فقد قال حينئذ إنه حريص أن تبلغ إسرائيل المئوية الأولى، لكن التاريخ يخبره أنه لم تعمّر لليهـود دولة أكثر من 80 سنة في كل تاريخها إلا مرة واحدة هي دولة الحشمونائيم.. نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا”.
إيهود باراك أشار في مقالته: “إن إسرائيل تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء”، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد، قائلا “بعد مرور 74 عاما على قيام إسرائيل أصبح من الواجب حساب النفس”، منبّها إلى أن “إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي.
ولفت إلى أن “اتفاق السلام مع مصر كان بمنزلة نقطة تحول سياسي لإسرائيل، إضافة إلى تدمير المفاعل العراقي وحرب سلامة الجليل التي وصلت إلى بيروت، ووصول مليون مهاجر من روسيا، واتفاق السلام مع الأردن”.
وذكر باراك بلعنة العقد الثامن قائلا: “العقد الثامن لإسرائيل بشّر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود”، مشيرا إلى أنهم ليسوا وحدهم من أصابتهم لعنة العقد الثامن؛ “فأميركا نشبت فيها الحرب الأهلية في العقد الثامن من عمرها، وإيطاليا تحولت إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، وألمانيا تحولت إلى دولة نازية في عقدها الثامن وكانت سببا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي وانهار وانفرط عقده”.