تتوجه الأنظار يومًا بعد يوم، بشكل متزايد إلى الجمهورية التونسية، حيث تلعب المتغيرات الداخلية والإقليمية دورًا رئيسيًّا في تلكم التوجهات.
فالأزمة الليبية المتصاعدة ومتغيرات المشهد الجزائري وأزمات الهجرة عبر المتوسط بالإضافة لمتغير المشهد الداخلي وإشكالية تأليف الحكومة، نقاطاً جعلت تونس تحت المجهر، وسرعت وتيرة التحركات الدبلوماسية العالمية نحوها.
وتعتبر واشنطن اللاعب الخفي والمحرك الأهم “خلف الكواليس” في مشاهد المنطقة ومن ضمنها تونس، التي جمع لقاء أمني عسكري بين وزير دفاعها المؤقت وسفير الولايات المتحدة في تونس.
ومثل التعاون العسكري بين البلدين في نقطتي تأمين الحدود ودعم القدرات العملية للمؤسسة العسكرية في مجالات التكوين والتدريب والاستعلام، جوهر اللقاء الذي جمع صباح أمس بمقر وزارة الدفاع التونسية، وزير الدفاع الوطنـي “محمد كريم الجمـوسي” بسفيـر الولايـات الـمتحدة الأمريـكيـة بتـونـس دونالـد بلـوم “Donald Blome “.
وأوضح وزير الدفاع الوطني بالمناسبة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك أساسي في مجال التعاون العسكري في ميادين التدريب والاستعلام ودعم التجهيزات والمساهمة في دعم منظومات المراقبة الالكترونية المتحركة والثابتة على الحدود البرية والبحرية مع إمكانية مساهمتها في إنجاز المرحلة الثالثة من المشروع للتغطية الكاملة للحدود الجنوبية الشرقية ذات الإشكالية الخاصة.
كما وأكد الوزير “الجموسي” أن تونس تراهن على دعم الدول والمنظمات والهيئات الدوليّة ذات الصلة في حال توافد لاجئين من ليبيا الشقيقة بما يمكنها من القيام بواجبها الأخلاقي وفقا لمقتضيات القانون الدولي الإنساني وما يفرضه حسن الجوار.
من جهته، عبر سفير الولايات المتحدة عن إلتزام الإدارة الأمريكية بالوقوف إلى جانب تونس فيما يتعلق بأمن الحدود والدعم اللوجستي العسكري والتدريب والمساعدة الفنية بما يساهم في مزيد بناء قدرات المؤسسة العسكرية التونسية.
وثمّن السفير، نجاح تونس في انتقالها الديمقراطي بالرغم من الصعوبات الإقتصادية والإجتماعية والتحديات الأمنية في المنطقة، معرباً عن التزامه بمزيد من بذل الجهد في سبيل دعمها على المستوى الاقتصادي.