
مرصد مينا
شهدت مدينة صبراتة الواقعة غرب ليبيا خلال اليومين الماضيين اشتباكات مسلحة عنيفة أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 18 آخرين، وفق ما أكدته مصادر طبية اليوم السبت.
واندلعت المواجهات نتيجة توترات حادة بين مجموعات مسلّحة متنازعة، الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع الأمني في المدينة، وانتشار حالة من الفوضى والانفلات.
وفي أول رد رسمي على هذه التطورات، وجّه رئيس حكومة “الوحدة الوطنية”، عبد الحميد الدبيبة، السبت، تعليمات إلى آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية بضرورة فتح تحقيق فوري وشامل في ملابسات الاشتباكات، بهدف كشف المتسببين في هذه الأحداث الدامية ومحاسبتهم.
وأشار الدبيبة إلى أن أوامر صدرت منذ يوم الجمعة تقضي بالتدخل الميداني العاجل لوقف الاشتباكات، وتأمين المدينة، وضمان سلامة المدنيين. كما شدد على أن حكومته لن تسمح لأي جهة كانت بتهديد الأمن أو زعزعة الاستقرار، مؤكداً أن تطبيق القانون سيكون حازماً ودون استثناء على جميع الأطراف التي تورطت في هذه الأحداث.
ميدانياً، أفادت المصادر أن صبراتة تشهد صباح اليوم هدوءاً نسبياً بعد ليلة من التوتر الأمني، تخللها إغلاق الطريق الساحلي من قِبل محتجين غاضبين من تدهور الوضع الأمني في المدينة. وقد تمت إعادة فتح الطريق صباحاً، فيما بدأت المدينة في استعادة مظاهر الحياة الطبيعية تدريجياً.
كما تم تسجيل انسحاب عدد من التشكيلات الأمنية من مواقعها داخل المدينة، من بينها “جهاز دعم المديريات” و”جهاز التهديدات الأمنية”، وذلك في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة تزامنت مع أول أيام عيد الأضحى، عبّر خلالها المواطنون عن استيائهم من الانفلات الأمني، مطالبين بعودة الاستقرار وإنهاء مظاهر التسلح في الشوارع.
وقد أقدم عدد من شباب المدينة على إغلاق مداخل صبراتة والطريق الساحلي كنوع من الاحتجاج السلمي، في محاولة للضغط على الجهات المسؤولة لاتخاذ إجراءات عاجلة تُعيد الأمن وتضع حداً للفوضى، وتؤكد على ضرورة فرض سيادة الدولة وإنهاء حالة التسيّب التي تعيشها المدينة.