ليبيا لعبة الشيطان

رجب طيب أردوغان “سيواصل معاركه في ليبيا، وسيدخل سرت والحفرة”، هذا ما يعلنه الرجل، وكأنما يحكي من موقع الدولة صاحبة السيادة على الأرض الليبية، أو كأنما يلعب دور الباب العالي في المسألة الليبية، ليعيد للعثمانية الثوب الذي مزقته قوى الاستقلال العربي، وفوق ذلك يعلن وبالنيابة عن الليبيين رفض المبادرة المصرية التي يمكن أن تشكل حلاً للحرب في ليبيا، وهي حرب مزقت البلاد، وستزداد تمزيقًا كلما امتدت في الوقت والمكان.

والسؤال:

ـ ما الذي يدفع أردوغان لشحن مفاعلات الحرب؟

مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي حظيت بتأييد عربي ودولي، تضمنت 11 بندا، أهمها وقف إطلاق النار، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، والارتكاز إلى مؤتمر برلين، واستكمال المحادثات الليبية – الليبية برعاية الأمم المتحدة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وحل المليشيات والجماعات المسلحة.

تلك هي أبرز عناصر المبادرة المصرية، ولابد أن تكون مصر أكثر جدية في الحفاظ على أمن ليبيا، أقله بحكم الجيرة والامتداد الجغرافي والذي يعني أن رياح الفوضى في ليبيا قد تمتد إلى مصر، ولابد لمصر من إقفال الحدود بوجه رياح الفوضى، ما يتطلب من مصر السعي إلى وقف تداعيات الفوضى الليبية، وكانت المبادرة قد لاقت ترحيبًا دولياً ليس بالقليل، فيما استمرت تركيا بتزويد الحرب الليبية، مرة بالسلاح وثانية بالمرتزقة، وفي كل الحالات، بالمشروع الاخواني الذي يسعى لتقويض الدولة الوطنية لحساب دولة “المرشد”، وكله حنين ليكون سلطانًا عليها، ولن يتحقق ذلك إلاّ بالمزيد من الخراب، فالإسلاميون وعلى مدى تاريخهم، كانوا أفضل مستثمري الخراب، وهذا هو محتوى المشروع التركي الطامح لا إلى ليبيا فحسب بل إلى القرن الإفريقي بأكمله، وهو ما يتضح من تدخلاتها في الصومال كما السودان، وسيضاف الى ذلك تلك الطموحات التركية المتصلة بغاز المتوسط، وأنقرة تمضي في التنقيب عنه متجاوزة كل القوانين الدولية، والذي يضعها اليوم على حافة الحرب مع اليونان.

وعليه، فإن الأسئلة الجوهرية هنا كثيرة، وهي من نوع، ما هو مصير المبادرة المصرية؟ وما هو مآل التأييد العربي والدولي لهذه المبادرة؟ وكيف سيتعامل الليبيون بما في ذلك المحسوبون على حكومة الوفاق مع المبادرة؟

المبادرة المصرية، قد تكون الحل، هذا إذا لاقت الدعم الدولي الكافي، كما إذا لاقت دعمًا ليبيًا خصوصأ من حكومة الوفاق التي لاتعدو حتى اللحظة أن تكون فرعًا من فروع “العدالة والتنمية” الذي يقوده أردوغان، وهو الحرب الذي لم يوفر خرابًا لافي سوريا، ولا في ليبيا، وبالنتيجة، فالحرب الليبية اليوم، ليست سوى حرب بالوكالة.. حكومة الوفاق ستكون فيها وكيلاً عن التركي.

على الليبيين الذين يحنون الى “العثمنة” تذكر أن العثمانيين هم الذين سلّموا ليبيا للطليان.

اليوم، يأخذون ليبيا إلى الشيطان.

Exit mobile version