ليبيا.. مخاوف من مواجهات بين طرفي الصراع في طرابلس

رسخت قوات من شرق ليبيا قاعدة لها في وسط البلاد وألمحت إلى أن العاصمة قد تكون هدفها التالي بعد أن اجتاحت ‏الجنوب وسيطرت على ما تبقى من حقول النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية‎. ‎

ويقول دبلوماسيون غربيون بحسب رويترز إن الأمم المتحدة، التي أدهشها التقدم في الجنوب، تسعى جاهدة للتوسط بين ‏قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر وحكومة طرابلس المعترف بها دوليا بقيادة ‏رئيس الوزراء فائز السراج‎. ‎

ويخشى الدبلوماسيون الغربيون أن تكون هذه آخر محاولة للأمم المتحدة لتوحيد الإدارتين المتنافستين وإنهاء الفوضى ‏التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 بإجراء انتخابات حرة‎. ‎

ويأخذ حفتر، اللواء السابق البالغ من العمر 75 عاما، بزمام الأمور على نحو متزايد ‏

ولم يقل حفتر ما إذا كان يريد الزحف نحو طرابلس، وهو أمر من شأنه تصعيد التوترات بشدة. لكن الجيش الوطني ‏الليبي الذي يقوده ألمح كثيرا إلى أنه قد يقدم على الخطوة ما لم يتم الاعتراف بحفتر قائدا عسكريا عاما لليبيا، وهو ما ‏يسعى إليه منذ بدأ جمع هذه القوات في عام 2014‏‎. ‎

وقال الموقع الإلكتروني للجيش الوطني الليبي ”بعض المصادر العسكرية قالت إن الجيش سيتحرك باتجاه طرابلس بعد ‏تأمين الجنوب وإعلان تطهيره‎. ‎

‎”‎كذلك أكدت مصادر أنه يوجد تنسيق مع بعض وحدات في طرابلس وضواحيها لدخول الجيش إلى طرابلس‎“. ‎

ونفى المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي صحة أمر منسوب لحفتر للقوات بالتحرك. واطلعت رويترز على هذا الأمر ‏الذي نشره أنصاره‎. ‎

لكن العاصمة تعج بشائعات الغزو وتحدث سكان عن رؤية شبان يتجولون بسياراتهم فيما تصدح أغان تشيد بحفتر من ‏أجهزة المذياع فيها‎. ‎

وتقول مصادر من الجيش الوطني الليبي إن عدة وحدات من قوات الجيش عادت هذا الشهر إلى بنغازي، مركز سلطة ‏حفتر، بينما ذهبت بعض الوحدات الأخرى إلى الجفرة، وهي مدينة في الصحراء تمتد أراضيها شرقا وغربا‎. ‎

ومن هناك، يمكن لها العودة لديارها أو التحرك نحو الشمال الغربي باتجاه طرابلس، فيما يصفه دبلوماسيون بأنه تهديد ‏ضمني، إذا فشلت المحادثات بشأن تقاسم السلطة والانتخابات‎. ‎

ويستفيد حفتر من الإنهاك الذي أصاب الليبيين الذين يتوقون للحصول على الكهرباء والوقود وأوراق النقد الشحيحة في ‏بلد كان يتمتع يوما ببعض من أعلى مستويات المعيشة في المنطقة‎. ‎

فبالنسبة للكثيرين، خاصة في الشرق، يعد حفتر الشخص الوحيد القادر على إنهاء قتال جماعات كثيرة تتغير أسماؤها ‏باستمرار.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

Exit mobile version