مرصد مينا – قطر
هي ليست “سقطة” إعلامية بل “وطاوة” والأخيرة تعني باللهجة العامية السورية “النذالة” ونستخدمها هنا في سياق نقل ما تداوله الآلاف في تعليقاتهم على نشر قناة الجزيرة القطرية، على صفحة “الجزيرة بودكاست” لمقطع صوتي تخيلي من انتاجها، يبجل لقائد فيلق القدس السابق، “قاسم سليماني، وصفه بــ “الاسم الذي تهابه الصهيونية العالمية والشيطان الأكبر”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
المقطع المنشور يفترض أن “سليماني” يتحدث معرفاً عن نفسه، بأنه جندي كرس حياته كلها لخدمة الإسلام والثورة الإسلامية في إيران وعزتها وكرمتها، كما أنه الجندي المجاهد في سبيل الله، الذي تخشاه كل قوى الاستكبار في المنطقة، ما أثار حفيظة وغضب الملايين من العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، لما لسليماني من تاريخ إجرامي في العراق وسوريا واليمن، فيما تؤكد المنظمات الحقوقية الدولية أن سليماني هو مهندس عمليات التطهير الطائفي في المنطقة، وفي مقدمتها سوريا، من خلال مجموعة من الميليشيات المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني. وتؤكد مقاطع مسجلة كثيرة مشاركته قيادته للمعارك في سوريا والعراق والتي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين.
المقطع “سليماني” بالشهيد في سبيل الله من خلال الإشارة إلى أنه الرجل، الذي طهر الله قلبه من حب الدنيا ومنحه الشهادة في سبيله، وهو ما كان يطلبه ويتمناه طيلة حياته.
ومنذ مقتل “سليماني”، شكل الموقف القطري الرسمي، محل جدلٍ في الأوساط العربية الرسمية والشعبية، لا سيما مع تغيير اللون العنابي في العلم القطري إلى اللون الأسود، تعبيراً عن الحداد على مقتله، بالإضافة إلى وصول وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” بعد ساعات من عملية الاغتيال لتقديم العزاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.
تزامناً، أكد ناشطون أن قناة الجزيرة قامت بحذف المقطع عن صفحتيها في تويتر وفيسبوك، إلا أنها أبقته منشوراً على القناة الصوتية الخاصة بها، متسائلين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الهدف الذي تسعى إليه القناة القطرية من خلال نشر الفيديو، الذي يمجد “سليماني”.
وتعيش قطر حالة من العزلة الخليجية – العربية، بسبب العلاقات القوية بين الدوحة وطهران، وهو ما تراه الدول العربية، تهديداً للأمن القومي العربي، خاصة وأن تلك العلاقات وصلت إلى حد دعم الحكومة القطرية لمشروع الحوثيين في اليمن، وفقاً لما أكده وزير الإعلام اليمني، “معمر الإرياني”.