مرصد مينا
يوثق الكاتب المسرحي السوري ” أحمد إسماعيل إسماعيل” في كتابه “ليل القرابين”، مراحل كثيرة من الوضع السوري في ظل الثورة آخر عشرة أعوام، عبر الغوص في معالجة مواضيع عدة كالقهر والغضب والاعتقال والثورة والحرب، إضافة إلى التغريبة السورية.
“ليل القرابين” الصادر عن دار أوراق المصرية للنشر، يضم ستة نصوص مسرحية قصيرة، استمد فيها “إسماعيل” رؤياه من الواقع السوري عن قرب.
النص الأول بعنوان ” ليلة السجين السعيدة”، يصور فيه “إسماعيل” حالة السجن وتأثيرها على السجناء، حتى بعد مغادرتهم، ليتحولوا إلى سجان لأنفسهم ومن يحبون.
أما في النص الثاني “مصير”، يسلط الكاتب الضوء على “اللا جدوى” وانعدام الأمل في مقبرة يقع فيها جريح بين موتين محتومين، إما من حارس المقبرة، أو من كلبين جائعين خارجها.
وفي المسرحية الثالثة “مجرد مزاح” ينقلنا الكاتب إلى مراحل القمع والشك والارتياب بين الناس حتى من أقاربهم ما قبل الثورة السورية، وكيف تحولت مزحة بسيطة إلى مساس بهيبة الدولة وأمنها، لتوقع صاحبها في هيستيريا ورعب.
وحمل النصين الرابع والخامس اسم “نسرين” عن فتاة صغيرة حولتها رحلة الهجرة السورية وأهوال الطريق إلى عجوز مسنة، بزمن قصير عبر رحلة من مدينة القامشلي السورية وصولا إلى ألمانيا، ومرورا بتركيا.
أما “عجوز في الغابة” النص الأخير في الكتاب، فيصور “إسماعيل” معاناة شريحة من النساء المتقدمات في السن بسوريا وقت الثورة والحرب، وما طالهن من فقدان بموت او هجرة، ومن تبدلات الناس والزمن.
وأحمد إسماعيل إسماعيل مواليد قامشلي صيف 1961- عضو جمعية المسرح في اتحاد الكتاب-دمشق، نشر العديد من القصص والمسرحيات والدراسات المسرحية في دوريات عربية وكردية داخل سوريا وخارجها، وقُدمت بعض مسرحياته في عروض مسرحية عديدة ، كما نال العديد من الجوائز الأدبية في مجالي القصة والمسرح.