مرصد مينا – سوريا
كشفت تقارير حقوقية سورية عن حجم خسائر إيران في سوريا، جراء الغارات الجوية التي استهدفت ميليشياتها هناك منذ مطلع العام الجاري، والتي نفذ الطيران الإسرائيلي معظمها.
وبحسب البيانات فإن الميليشيات الإيرانية تعرضت إلى 39 غارة جوية أسفرت عن مقتل 206 عناصر مدعومين من الحرس الثوري الإيراني، منهم قياديين ينحدرون من جنسيات مختلفة بينها الإيرانية والأفغانية والعراقية واللبنانية.
يشار إلى أن معظم الضربات الجوية طالت مراكز تلك الميليشيات في العاصمة، دمشق ومدينة القنيطرة، المتاخمة لحدود الجولان السوري المحتل، ومدينة البوكمال في ريف دير الزور، المتاخمة للحدود العراقية.
في غضون ذلك، يشير الخبير الاستراتيجي، “فايز المحمد” إلى أن خريطة الغارات الجوية ومناطق تركزها، تظهر بشكل كبير تراجع النفوذ الإيراني في سوريا، موضحاً: “بحسب الخرائط فإن الغارات خلال العام الحالي تركزت في ثلاث نقاطٍ رئيسية، دمشق والقنيطرة ودير الزور، في حين أنها في الأعوام السابقة، كانت تشمل مساحات أوسع كحلب وحمص وريف دمشق الغربي ودرعا”.
كما يعتبر “المحمد” في حديثه مع مرصد مينا، أن تمركز إيران في تلك المدن الثلاث يعني إدراك تام لدى قيادة النظام الإيراني باستحالة تحويل سوريا إلى نسخة عراقية أو لبنانية، في ظل الوجود الروسي، وبالتالي فإن قتال إيران حالياً يرتبط فقط في المناطق التي تمثل لها أهمية استراتيجية للحفاظ على مصالحها.
بالعودة إلى الغارات الإسرائيلية، يرى المحلل السياسي “أمين السباعي” أنها تحمل تأكيدات إسرائيلية – أمريكية، بأن مسألة الوجود الإيراني في سوريا خط أحمر، وأن حل القضية السورية لن يتم إلا مع خروج الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني بشكل تام من سوريا.
يشار إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي، شن ليل الثلاثاء/الأربعاء غارات على مواقع عسكرية تابعة للمليشيات الإيرانية في دمشق والقنيطرة، وذلك للمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري.
مصادر محلية أكدت لمرصد “مينا” أن “قوات الجيش الإسرائيلي شنت غارات جوية أخرى على محيط جبل المانع بالقرب من بلدة الكسوة بريف دمشق، ولم تذكر أي تفاصيل عن سقوط ضحايا أو مصابين”.