زاوية مينا
اغتيالان في يومين، أولهما استهدف القيادي في حزب الله فؤاد شكر، ووقع في معقل حزب الله السياسي والأمني، ونعني حارة حريك اللبنانية التي تعج بمقرات حزب الله.
ـ وثانيهما اغتيال إسماعيل هنيه رئيس المكتب السياسي لحماس، وأين؟
في ضيافة “الولي الفقيه”.
ومع تجاوز القراءات الأمنية لكل من الاغتيالين والتي تُختَزل بالاختراقات المفضوحة لإيران كما لحزب الله، فلابد وأن يطرح الاغتيالان ما بعدهما، فالطبيعي وبكل القراءات السياسية / الانطباعية، بل وحتى الاستراتيجية تقول بأن ما قبل الاغتيالين غير ما بعدهما، فالتحدّي قد بلغ ذروته أبرزه لإيران رأس حلف المقاومة وحاضنته، دون نسيان إضافة “والمستثمِرة” فيه كما يكون عليه حال الأدوات في السياسة.
ـ اغتيال إسماعيل هنيه وهو في ضيافة الولي الفقية، هو اغتيال لهيبة الفقيه، وكرامته، وهو تعرية صريحة للرجل الفقيه بدءاً من عمامته وصولاً لملابسه التحتية، فالاغتيال وقع على الأراضي الإيرانية ما يعني انتهاك سيادة الدولة، والانتهاك وقع على ضيف الدولة وهذا انتهاك ثان، ثم الاغتيال السياسي من حيث المبدأ باعتباره انتهاكاً صريحاً لشرف الحرب.
ـ ما الذي سيكون عليه حال الرد الإيراني؟
ـ قد يماثل الرد على اغتيال قاسم سليماني.. يعني خطاباً لا يخلو من الموعظة الدينية وتمجيد الشهادة.
ـ قد يماثل الرد على اغتيال قائمة بأسماء 15 باحثاً مهماً معظمها مسؤولة عن تطوير البرنامج النووي الإيراني وكان الاغتيال برسم الموساد.
والرد:
ـ ربما استعانة بآيات من القرآن الكريم وبلسان لا يتقن لغة القرآن.
أول من اغتيل مسعود علي محمدي وهو أستاذ الفيزياء والمشارك في تطوير البرنامج النووي الإيراني بقنبلة تم التحكم فيها عن بعد زرعت على دراجة نارية بالقرب من منزله في طهران ومن بعده تتالت الاغتيالات لتطال شخصيات عسكرية مرموقة من بينها اغتيال حسن طهراني مقدم، المشهور بلقب “أبو البرنامج الصاروخي الإيراني”.
وماذا كان عليه الرد؟
الرد يقول بأن “الولي الفقيه” وفريقه يبحثون عن “عنزة تشوى، وتتابع الرعي في المرعى”.
تلك سياسة ايران الجاهزة على الدوام لتمويل حركات المقاومة بالسلاح والمال، ولكن ليس بالدماء فالدم الفارسي أعلى قيمة من دم الحوثي / اللبناني / العراقي / الفلسطيني، ولهذا سيكون الرد مفاده:
ـ الاحتفاظ بحق الرد.
تلك إيران، وذاك فقه الملالي.
ومن بعده سيكون الرد من الأذرع الملحقة بالقبضة الإيرانية المضمومة، تلك التي تأخذ ولا تمنح.