مرصد مينا – ألمانيا
حمّل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تركيا المسؤولية الجنائية والتاريخية عما يجري في الأراضي الليبية، مشدداً على أن دورها هذا يشكل خطراً على حلفائها في شمال أفريقيا وأوروبا، ولا يمكنهم القبول بذلك.
وقال الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إن أكبر طرف يتدخل الآن في الشأن الليبي هو تركيا، مطالباً من أنقرة أن توضح سياستها في ليبيا.
وشدد ماكرون على أن «إرسال تركيا للمرتزقة إلى ليبيا يحمل أخطاراً عدة على دول الجوار وأوروبا»، موضحاً أن «هدفنا إحلال السلام والاستقرار في ليبيا، إلا أن دور تركيا وروسيا لا يخدم ذلك».
وكانت وسائل إعلام عربية، قد سربت معلومات من أن أنقرة وضمن تدخلها العسكري المباشر في ليبيا، تحضر لعملية عسكرية كبيرة محاولة منها التقدم نحو سرت، من أجل السيطرة على مساحات أكبر وخاصة المواقع والمدن النفطية.
واستقبلت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، لمناقشة رئاسة برلين المقبلة للاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تكافح فيه الكتلة لإيجاد طريق إلى الأمام وسط جائحة وباء كورونا.
ولم توافق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى الآن على سياسة نهائية للفيروسات التاجية، في الوقت الذي ما تزال التخوفات حاضرة بقوة مع ظهور أعداد كبيرة من الإصابات في مختلف دول الاتحاد.
من جانبه؛ اقترح رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج إشينجر، على الاتحاد الأوروبي، التوجه لأسلوب التهديد باستخدام الوسائل العسكرية في ليبيا إذا لزم الأمر، مشيراً إلى أن الاتحاد إن لم يغير طريقته، فإن دبلوماسيته ستظل في الغالب مجرد كلام.
وأكد «إشينجر» على مقترحه خلال التصريحات التي أدلى بها لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية، اليوم الاثنين، من أن: «باستطاعة أوروبا فرض ثقلها العسكري للتوصل إلى هدنة».
وأوضح رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، أن «من لا يستطيع التهديد باستخدام الوسائل العسكرية في نزاعات دولية، فإن دبلوماسيته ستظل في الغالب مجرد كلام»، وفقاً لـ«أحوال تركية».
وأشار «إشينجر» خلال حديثه إلى أنه «يتعين على الاتحاد الأوروبي تعلم لغة القوة، حتى يتمكن من تمثيل مصالحه في الخارج بصورة أفضل»، لافتاً إلى أن «هذا يشترط أن تتعلم ألمانيا أيضا لغة القوة».
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفرنسية صعدت من موقفها مؤخراً تجاه التدخلات التركية في ليبيا، منددة وفق ما وصفته بـ«السلوك العدواني للغاية» من جانب تركيا، العضو في حلف الشمال الأطلسي، ضدّ فرقاطة فرنسية كانت تقوم بمهمة للحلف في البحر المتوسط خلال محاولة التدقيق في سفينة شحن يُشتبه بنقلها أسلحة إلى ليبيا.