سؤال ربما يشكّل معضلة، وهو كذلك لأن كل شيء مرئي بات مفقودًا بالنسبة له ولنظامه، فلا سلطة له على الإيراني، ولا مكانة له عند حليفه الروسي، وكل ما تبقّى من جيشه كتائب على هيئة ميليشيات قد تنتظر الفرصة للانقضاض عليه، هذا دون نسيان المجاعة التي تحيط بالبلد، ناهيك عن قانون الكبتاجون الذي يضعه في مرتبة “رئيس مخدرات”.
ومع ذلك مايزال في الحكم، واكثر من ذلك قد يطول حكمه، وهنا يعود السؤال:
ـ ما الذي تبقّى له؟
ما تبقّى هو “الستاتيك” بالمعطى الفيزيائي لـ الكلمة، فالكرة الملساء تتدحرج على الزجاج الاملس إلى مالانهاية، وهذا حال بشار الأسد، أملسًا في صيغة ملساء، ولابد سيتدحرج إلى مالانهاية، اللهم، إلاّ إذا حدث تكسير للصيغة، وهو الامر المستبعد حتى اليوم.
تكسير الصيغة سيحدث عبر عاملين، وربما احدهما على الأقل:
ـ أولهما حركة شعبية سورية ترفع مستوى الاعتراض في الداخل والخارج، وتستعيد نشوة ٢٠١١ ، وهذا أمر بات مستبعدًا بعد الدروس الدامية التي واجهها الشعب السوري من جهة، وما بعد انكشاف معارضات بشار الأسد، المعارضات وقد أعادت أحطّ منتجات النظام، ومن ثم تفككت مع حروبها الداخلية بما جعل الصراع مع النظام مادة ثانوية في سلوكها وبرامجها.
ـ ثانيهما اللعبة الدولية، وواضح أنها مؤجلة إزاء المسألة السورية، فالأولوية اليوم لحرب الأوكرانية ـ الروسية، فيما المسألة السورية في الثلاجة، وقد يطول أمرها على هذا النحو، وهذا ما يدركه السوريون، ويزداد اعتقادهم هذا ما بعد تطبيع النظام لجملة من العلاقات الدولية كمنتج لليأس من قيمة معارضاته وقد باتت عارًا على بلد حكمه العار عبر حكم آل الأسد.
المسألة السورية باتت اكثر تعقيدًا من أن تذهب إلى نهاياتها.. نهاياتها في السكون، ريثما تهتز الصيغة، وليس من صيغة يمكن هزها، أقله في المدى المنظر.
الناس يموتون بالسكون.
الموت في معطاه الأخير، هو :
ـ السكون.