انتهت حقبة بوريس جونسون، وكان المشهد الأخير منها، خطاب الوداع في داونينغ ستريت، واليوم ستكسر ملكة بريطانيا البروتوكول المعمول به في مملكة العجوز وتلتقي الرئيس المستقيل مع خليفته ليز تراس في مقر إقامتها بقلعة المورال في اسكتلندا.. مبدئًيا يكسر هذا اللقاء تقليدًا حرصت عليه ملكة بريطانيا منذ توليها العرش، حيث كانت تلتقي رئيس الوزراء الجديد في قصر باكنغهام وسط لندن، وفي بعض الأحيان في قلعة وندسور في مقاطعة باركشير القريبة من لندن.
سيكون هذا الكسر ناتج حال الملكة البريطانية إليزابيث الثانية البالغة من العمر 96 عاما وهو حال تعانيه منذ الخريف الماضي من مشكلات صحية، وتستعمل بانتظام عصا المشي.
مع خطاب الوداع احتشد عشرات من موظفي داونينغ ستريت لتوديع بوريس جونسون ليخاطبهم معددًا إنجازات حكومته وقد وصفها بـ “لا يمكن نكرانها”، أما أبرزها ففي ملفات بريكست وفيروس كورونا والحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال جونسون: “واجهنا الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بشجاعة”.
وعن الحكومة القادمة، قال جونسون: “سأقدم للحكومة المقبلة كل الدعم اللازم. سندعم ليز تراس وفريقها وبرنامجها”.
جونسون، كان قد أعلن منتصف يوليو الماضي، إنه سيستقيل من منصبه، بعد أن اعترض العديد من المشرعين والوزراء في الحكومة على طريقة تعامله مع سلسلة من الفضائح من بينها انتهاك قواعد الإغلاق خلال التجمعات التي أقيمت في مكتبه في داونينغ ستريت.
وبدءًا من اليوم ستكون ليز تراس، رأس السياسات البريطانية، وجاءت وهي تحمل سلة من الوعود.. ماهي الوعود؟
- قالت تراس، في خطاب، أمام مؤتمر حزب المحافظين، بعد الإعلان عن فوزها، إنها ستضع من الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.
- وأضافت أنها ستقدم أيضا عريضة لخفض الضرائب وتنمية الاقتصاد، والعمل على خطة الرعاية الصحية.
السيدة البريطانية الموصوفة بـ “الفولاذية” وهو وصف لايتماشى مع “طلّتها” جاء في تعريفها:
- من مواليد مدينة أوكسفورد جنوب وسط إنجلترا عام 1975 (47 عاما).
- تنتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة ذات قناعات يسارية قوية.
- انتخبت لأول مرة في عام 2010 نائبة عن ساوث ويست نورفولك.
- أصبحت شخصية مشهورة بين أعضاء حزب المحافظين بسبب آرائها التحررية في الاقتصاد والتجارة.
- ثاني امرأة تتولى وزارة الخارجية، وتلقب بالمرأة الحديدية.
- أسهمت في فرض عقوبات على موسكو والأوليغارشية الروسية بعد حرب أوكرانيا.
- شغلت عدة مناصب وزارية، ولعبت دورا في التفاوض على اتفاقيات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما كانت وزيرة للتجارة الدولية، قبل أن تصل إلى منصبها الحالي.
أبرز وعودها:
- عدم فرض أي ضرائب جديدة وإلغاء الزيادة المخطط لها في ضريبة الشركات.
- تعليق ما يعرف باسم “الضريبة الخضراء”، وهي جزء من فاتورة الطاقة التي تدفع للمشاريع الاجتماعية والخضراء.
- تعهد بإنفاق 2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع حتى عام 2026، ورفع هذه النسبة إلى 3 بالمئة بحلول عام 2030.
أما التحديات التي ستواجهها فتوصف بـ “الهائلة”، وأبرز هذه التحديات:
- منذ إعلان جونسون استقالته تراجعت توقعات النمو، كما ارتفع معدل التضخم السنوي فوق 10 بالمئة، وقفزت أسعار الوقود والغذاء.
- ساد إحباط كبير بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة وإضراب مئات الآلاف من العاملين في الموانئ والقطارات والبريد.
- الجنيه الإسترليني شهد أسوأ شهر له منذ الفترة التي تلت استفتاء بريكست.
- توقع بنك إنجلترا أن يقفز التضخم إلى 13 بالمئة مع تفاقم أزمة الطاقة.
- قدرت “سيتي غروب” أن يصل التضخم في بريطانيا إلى ذروته، 18 بالمئة، أوائل العام المقبل.
- باتت بريطانيا سادس أكبر اقتصاد في العالم، متخلية عن المركز الخامس لصالح الهند.
واليوم، هل ستسعيد بريطانيا مرتبتها الخامسة بالاقتصاد العالمي؟
بريطانيون ومن بينهم المعلق اليساري ويل هوتون يكتب في صحيفة الأوبزرفر “إن أفكار تروس الاقتصادية كانت هراء مدمر “.
ـ هل ستستطيع ليز أن تقول في عام 2024 :
هل ستكون بريطانيا أغنى مما كنت عليه عندما أصبحت رئيسة للوزراء؟