خمسون سنة في الحكم و:
ـ الاستئثار بالقرار.. الاستئثار بالموارد.. الاستئثار بالحكم.
والغاء:
ـ الاقتصاد الطيب.. الأحزاب.. المرجعيات الوطنية.. المجتمع الأهلي.
خمسون سنة من ترهات الكلام عن المواجهة والتحرير، وكل شيء للمعركة دون أن تكون معركته سوى مع الناس.. مع بنات الجامعات وأطفال المدارس والنساء الحوامل.
خمسون سنة وبعد ان اندلعت الحرائق في خاصرته:
ـ ليس لديه سيارة إطفاء، ولا مروحية للاطفاء، والنار تشتعل فيما بقي لسوريا من نبات وقد اقتلع نظامها غوطة دمشق، وصحّر شمال البلد، وأتى على لقمة الزارع، فأحاله إلى عسكري يتمرمغ في ثياب (الميري) أو قتيلاً بمواجهة أهله والناس.
واليوم، ما الذي تبقّى من البلد؟
ما أحدثته حرائق الساحل، أنها لم تكتف بحرق الزيتونة .. الصنوبرة وعشب الأرض.
لا المسألة أبعد من ذلك.
لقد كشفت فييما كشفته أن سوريا ليست وطنًا نهائيًا للسوري.. ليست أمّة في طريق التكوين.
هي الردّة للطائفة.. المذهب.. الاحتقانات الأهلية بكل تعبيراتها الطيبة منها والمخزية، وقد حوّل نظام السمسرة طائفة برمتها للموقع المضاد لناسها وأهلها، حتى بلغت الشماتة بالحريق ما يزيد من فداحة الحريق، ليحاصر العلويين مرتين:
ـ مرة بالنيران التي امتدت إلى ثيابهم، وثانية بالشماتة فيما حلّ ببيئتهم.. البيئة المحسوبة على نظام بيئته اليتيمة فساده وعنفه وتغوّله في دم الناس كل الناس دون أن يعفي طائفته من عنفه وفساده، وليضعها بمواجهة ما كان لها أن تكون، وما كان لهم أن يكونوا حمّاليها، وهم لأشد فقرًا، والأكثر عرضة لكل التراجيديات التي زجوا بها.
اليوم، ثمة سؤال جديد:
ـ ما الذي تبقّى لابن الساحل السوري؟
تبغه احترق، وزيتونه احترق، فيما شبابه قتلى السلاح أو احتياطي عنف السلاح، وفي الحالين في معركة لاناقة فيها لهم ولا بعير، وفي الحالين باتوا وقود مشروع شحص، وصل الى الحكم باستحقاقات التناسل، ولن يغادره إلاّ بعد أن يكتب الجملة النهائية من شعار حكمه:
ـ أو نحرق البلد.
احترق الساحل:
ـ لم يطل على شاشات محطاته بخطاب يواسي.
ـ لم يطلب معونة من دولة حليفة.
ـ لم ينهض من نومه.
أدار ظهره للحريق، فيما الحرائق تلتهم كل ما تبقّى للناس من (سدّ الرمق).
بالتزامن كانت حرائق إسرائيل.. كان بنيامين نتنياهو على رأس خلية الأزمة، لم تتبق دولة لم يستنجد بها بما فيها الروسي حليف الأسد، وكان له أن وقف العالم كل العالم، متضامنًا ومطفئًا.
هنا إسرائيل، وإلى شرقها سوريا.
لإسرائيل كل العالم، وسوريا وحدها.
هي وحدها في العزلة التي رسمها النظام للبلاد بعد أن رهن البلاد للإيراني، والإيراني مضرم للحرائق لا مطفئ لها.
ـ لم يبق للبلد صديق.
هي وحدها في العزلة وقد رهنها للروسي، والروسي مقاول موانئ لامطفئ حرائق.
وعزلها حتى عن شعبها، فكان الشعب إما شامت وإما عاجز، وبالنتيجة:
ـ هي ذي سوريا بعد خمسين سنة من حكم السلالة النجسة.
لاحليف، ولا صديق، ولا أمّة ولا دولة.
عصابة تتحالف مع الحرائق وتستثمر في إحراق الناس.