ما بعد “الكبتاجون” أي غد ينتظر السوريين؟

مرصد مينا

استقبل في مؤتمر القمّة المنعقد في جدة، واستعادت سفارات عربية نشاطها في دمشق، وتحرك وزراء خارجية عرب آملين في أن يقابل بشار الأسد الانفتاح على شخصه ونظامة بخطوات موازية، بل وثمة من قبل بنصف خطوة، والكل يعلم أن قيادات عربية عديدة باتت رهينة لنظامه تماماً كما يمكن ارتهان قبيلة لمن يسطو على بئر ماء في الصحراء حاملاً دلاء السم، مهدداً بتسميم طريق القوافل.

السلاح المعلن كان الكبتاجون، وحماة الكبتاجون بلا أدنى شك الإيرانيون بالشراكة مع ذراعهم حزب الله، والروس الذين باتت سوريا بالنسبة إليهم منصّة انطلاق من المتوسط، بعد أن فقدوا قدراتهم في محيط الاتحاد الروسي، وهاهي الحرب الروسية / الاوكرانية تسجل هزائم متوالية للجيش الروسي، وآخر الهزائم التي لم تعلِن كافة مفاعيلها وقعت على يد عصابة “فاغنر”.

لم يتقدم الأسد ولو بنصف خطوة، لا على مستوى الإصلاحات في الداخل، ولا على مستوى الإفراج عن المعتقلين السياسيين، ولم يغيّر من خطابه ولغته، ربما بفعل الإنكار والعناد، وربما بفعل عجزه عن اتخاذ قرار حتى في سرير نومه، فالرجل بات خيال ماتة كما يقول المصاروة، يد الروسي على عنقه فيما القبضة الإيرانية تمسك بكل ماتبقّى منه.

يحدث ذلك والعالم يتفرج، أو “نظنه يتفرج”، ما جعل السوري بمن فيه سوري ” المعارضة” أو سوري “حاضنة النظام” فاقد الامل، ذروة ما يطلبه من النظام ان يعامَل كـ “أسير حرب”، أو كـ “بقرة” في مبكرة حسب فيديو انتشر على وسائل التواصل سجله مواطن ساحلي، تجاوز لغة الحد الادنى رافعاً السقف حتى نال من شخص بشار الأسد، واصفاً إياه بـ “مدير العصابة” وهذا ليس وصفاً مجازياً، فثمة تزامناً لافتاً ما بين تحققين استقصائيين، اولها للـ “بي بي سي” والثاني لقناة الحرة، وثقا بما لايقبل الدحض أو المجادلة حجم ودور عصابة “آل الأسد” في تجارة المخدرات، بما يسمح بالقول أن نظاماً كهذا لن يحمل صفة تتجاوز  صفة اعصابة، وفي العمق فبث التحقيقين بالتزامن الواحد، يعني فيما يعنيه أن دولتين عظميين بيدهما مفاتيح إدارة هذا العالم قد اتخذتا قرارهما بصرف بشار الأسد من الخدمة، فلا البي بي سي محطة ثانوية في السياسات البريطانية، ولا الحرة شاشة ثانوية للولايات المتحدة، وبث التحقيقين يأتي كذلك مع قرار بالغ الجدية كانت هيئة الامم قد اتخذته مع توقيت بث التحقيقين، والقرار يطالب النظام السوري بالكشف عن مصير المفقودين من السوريين والذين لابد أن يكون اخفاء مصيرهم من فعل النظام.

صمت العالم طال، حتى بات السوري، مطلق سوري يعتقد بأن ثمة فسحة لـ “تعويم النظام”، غير أن ما شهدته الأيام القليلة الفائتة يقول:

ـ ربما هي آخر أيام رقص النظام.

ـ ما الذي تحمله الأيام القادمة؟

سؤال لا تحتمل الإجابة عنه الاشتغال بالتنجيم، غير كل الدلائل تقول [ن الحرائق التي احدثها النظام قد تجاوزت سوريا، وباتت اليوم عالقة في أثواب العالم كل العالم، فسلاح “الكبتاجون” وقد استثمره النظام في ابتزاز العرب، قد وصل البيت الاوربي.

ذات يوم، كان “نورييغا” صناعة أمريكية، ولحظة أن كبر عن القبضة استأصله الامريكان.

بانتظار الغد.

أي غد ينتظر السوريين؟

Exit mobile version