fbpx
أخر الأخبار

ما بعد عرس “صدام”.. العريس “بوتين”

والعالم يقف على قدم واحدة بانتظار البيان رقم واحد:

ـ هل تذكرنا اللحظة الروسية الامريكية الراهنة، بتلك اللحظة التي وقفت على عتبة العراق، ومن ثم آلت إلى ما آل اليه؟

من يستحضر تلك اللحظة، وليست بعيدة في حال من الاحوال، ترافق الضجيج الإعلامي بمجموعة من المفردات، ومن بينها:

ـ صلابة صدّام.

مضافًا اليها الكثير من الاهازيج التي احاطت بالرئيس العراقي، مرفقة بالكثير بل والكثير الكثير عن حجم القوة التي يملكها العراق، حتى ظننا بأنه سيرمي إسرائيل في المتوسط، وسيغرق امريكا بالمحيط الاطلسي، وكانت مرحلة نجمها بلا منازع وزير الاعلام العراقي “الصحّاف”، وقد بات منسيًا اليوم كما العراق.

المطلون على من يرسم الاستراتيجيات الدولية، يعرفون بالتمام والكمال أصابع هنري كيسنجر في اللعبة تلك، وكانت قاعدته هي دفع العراق إلى المزيد من الهيجان، وصولاً لاحتلال الكويت، وكانت سفيرته في العراق قد طمأنت صدّام، حتى دخل الرجل الحرب واحتل الكويت، ومن بعدها كان ماكان.

لا استرتيجيات هنري كيسنجر تغيب اليوم عن صنّاع السياسة في الولايات المتحدة، ولا فلاديمير بوتين يختلف بالنوع عن صدام حسين وإن اختلف عنه بحجم السلاح، وكل المطلوب اليوم هو المزيد من التهوّر، بما يدفع زعيم الروس اليوم، والكي جي بي في الأيام الخوالي، على القفز نحو اوكرانيا، ومن بعدها ستكون الحرب القاتلة، والقاتلة هنا، ليست بالضرورة حرب المارينز وراجمات الصواريخ، بل هي تلك الحرب التي تخنق روسيا بخيط الحرير.

خيط الحرير ذاك سيكون في أيدي الأوربيين، وكل ماعلى الاوربيين تطويق الروس ومحاصرتهم بالاقتصاد، فيما يشتغل نظام سويفت الدولاري على قطع شرايين الحركة المصرفية الروسية وصولاً إلى الخنق الاقتصادي، فالمزيدد من المجاعة، ومن بعد المجاعة التململ الاهلي وصولاً لاحداث الفوضى في روسيا، وليس ثمة حرب أكثر قسوة من حروب الأزقة، وللروس مايكفيهم من مافيات اللصوص والسلاح، بما يغرق روسسيا أولاً، وإذا كان الطبل في موسكو، فواقع الامر أن العرس في “بكين” وعلى الأرض الروسية ستكون الحرب على الصين، وذاك هو الهدف الاعظم للسياسات الأمريكية التي لم تصل إلى سيادة القطب الواحد إلاّ بعد أربعين سنة من الحرب الباردة، وهو القطب الذي لن تتنازل عنه حتى ولو أغرقت العالم بالبطيخ والدماء.

الطبل في موسكو، أي نعم.

العرس في الصين.

مازال العريس حتى اللحظة هو فلاديمير بوتين، وكان صدام حسين عريسًا.

عريسًا حتى زمن قريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى