مرصد مينا
منذ أمس السبت لم تهدأ الساحة السياسية الدولية من تبادل التحذيرات حول احتمال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بعد القصف الذي استهدف ملعبا في مجدل شمس في الجولان السوري المحتل وسقوط 12 قتيلا وعشرات الجرحى.
وفي الوقت الذي تتهم فيه إسرائيل بوقوف حزب الله وراء هذا القصف، يستمر حزب الله المدعوم من إيران، نفيه المطلق.
ورغم كل محاولات خفض التصعيد، والدعوات إلى ضبط النفس، إلا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أعلن اليوم الأحد، الدخول بما أسماها المرحلة التالية من الحرب شمالاً.
وقال أثناء زيارته لمكان الهجوم في مجدل شمس، إن قواته باتت ترفع جاهزيتها إلى المرحلة التالية من القتال في الشمال، مؤكدا أنها تعرف تحديدا من أين أطلقت القذيفة الصاروخية على مجدل شمس.
ووفقا لـ”هاليفي” فإن القذيفة الصاروخية التي استهدفت مجدل شمس حملت رأسا حربية تزن 53 كيلوغراما، مشددا على أن جيشه يعرف كيف يشن الغارات بعيدا جدا عن إسرائيل، معلناً العمل بكل الوسائل لإعادة سكان كل الشمال في الجليل والجولان، في إشارة منه إلى آلاف النازحين ممن تركو مناطق شمال إسرائيل هرباً من التصعيد مع حزب الله منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 9 أشهر.
تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جاء بالتزامن مع تأكيد تل أبيب نيتها تصعيد المواجهة المتوترة أصلاً على الحدود اللبنانية، وذلك رغم نفي حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية، ظهر السبت، وتسبب بمقتل 12 شخصاً حتى الآن، فيما لايزال آخرون في حالة حرجة بحسب مصادر طبية إسرائيلية.
ووفقا لزعم الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخ كان يحمل رأسا حربيا أثقل من المعتاد، متهماً حزب الله بأنه المسؤول عن الهجوم.
فيما أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أنه أمر بالرد، ما أشعل تحذيرات دولية من احتمال نشوب صراع في المنطقة بخطر لا يوصف، وفقاً للأمم المتحدة.
ومنذ ذاك الوقت، يتبادل الطرفان إطلاق النار على الحدود بينما ضربت إسرائيل أهدافاً في قلب لبنان على ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
تحذيرات من حرب شاملة
وفي الوقت الذي انهالت فيه التحذيرات الدولية من خطورة التصعيد وإمكانية تحوّله إلى حرب شاملة شديدة الخطورة، تتزايد الدعوات لضرورة ضبط النفس.
وهددت إسرائيل برد قوي و”ثمن باهظ”، على الهجوم الصاروخي. وقال الجيش الاسرائيلي إنه “يستعد للرد” على حزب الله الذي نفى من جهته أي مسؤولية له عن الهجوم على قرية مجدل شمس.
في حين أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه قرر العودة من زيارة للولايات المتحدة في أسرع وقت، بعدما التقى الرئيس الأميركي، جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع.
إيران تحذر
وفي خضم هذه التطورات دخلت إيران على الخط، لاسيما أنها تدعم حزب الله وتزوده بالسلاح والعتاد والمال منذ 40 عاما، على ما أعلن أكثر من مرة زعيم الحزب “حسن نصر الله”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأحد، إن بلاده تحذر إسرائيل من أي “مجازفة” جديدة في لبنان.
وأضاف في بيان إن “أي خطوة تنم عن جهل من النظام الصهيوني قد تؤدي إلى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة”.
وشدد على أن “إسرائيل ستتحمل مسؤولية التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف أحمق كهذا”.
إسرائيل: الصاروخ إيراني
وكانت مواقع إسرائيلية نشرت صورة للصاروخ الذي ضرب بلدة مجدل شمس، وقالت إن الصاروخ إيراني الصنع وأطلقه حزب الله.
وتمت الضربة بصاروخ “فلق 1″، وهو صاروخ إيراني الصنع سبق أن استخدمه حزب الله في الماضي، بحسب ما نشرته مواقع إخبارية إسرائيلية وتصريحات للجيش الإسرائيلي.
والصاروخ برأس حربي كبير يبلغ 50 كيلوغراماً، تم إطلاقه من قرية شبعا في لبنان إلى مجدل شمس وفق المزاعم الإسرائيلية، والمسافة بين المنطقتين تقل عن عشرة كيلومترات، وهو أقصى مدى للصاروخ.