ما بعد مقتل السنوار.. ما حال إسرائيل؟

مرصد مينا

ردّت إيران، دون أن يكون لردها تفاعلات تزيد عن “خبر صحفي” مصحوب بالعتب من الأصدقاء والسخرية من الأعداء، وسترد إسرائيل، وقد لا يصل ردّها لما يزيد عن رسالة لا تسعى إلى ما يُطلّق حرباً تطال الإقليم كل الإقليم.. كلا اللاعبين يلعبان خارج حلبة الصراع القاتل، أما المقتول فحتماً هو الغزاوي في فلسطين والجنوبي في لبنان، وإذا كان ثمة حسابات للربح والخسارة، فقد يصلح الإسرائيليون للعبة الحساب أكثر من سواهم، وقد تكون الخسارتين الأكبر اللتين وقعتا على إيران تتمثلان في مقتل حسن نصر الله ومن ثم مقتل يحيى السنوار، وهو ما اعتبره الإسرائيليون من أكبر إنجازاتهم وصولاً إلى أن تتساءل صحيفة إسرائيل اليوم :

ـ ماهي تأثيرات مقتل السنوار على إيران؟

وفق “إسرائيل اليوم” ثمة تأثيرات ثلاث:

الأول – الضربة القاسية لحماس قد تعزز الأصوات التي تدعو في طهران إلى إنتاج سلاح نووي.

فمنذ بضعة أشهر يجري حوار واسع في أروقة النظام وفي وسائل الإعلام في هذا الموضوع. فطهران تلاحظ أن قدرة ردعها ضد إسرائيل تآكلت، عقب ضربة لمنظومة الوكلاء الإيرانية. ودخلت طهران نفسها مباشرة إلى ساحة القتال ضد إسرائيل في نيسان.

وعقب هذه التطورات، شعرت إيران بأنها مكشوفة وهناك في النظام من يسعون لتحسين قدرة الردع من خلال إقامة ميزان رعب نووي. جاء التعبير الأولي عن ذلك في أيار، مع تهديدات كمال حرازي، أحد مستشاري خامنئي الكبار وبموجبه ستطور إيران قنبلة إذا ما هاجمت إسرائيل منشآتها النووية.

وبعد؟

النقاش في طهران حول إنتاج السلاح النووي تعاظم منذ بداية أكتوبر. فأصوات في دوائر الحرس الثوري، البرلمان والمعسكر المحافظ، دعت النظام إلى الانسحاب من ميثاق منع نشر السلاح النووي (NPT) وإنتاج قنبلة نووية.

بالمقابل، أعلن نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف بأن تطوير قنبلة نووية لن يجلب لإيران الأمن أو الردع، وأن خامنئي نفسه يؤيد الإبقاء على العقيدة الحالية لأسباب استراتيجية. عزت الله يوسفيان مولا المحلل المتماثل مع المعسكر المعتدل، حذر من أن الخطاب العلني حول الحاجة لإنتاج قنبلة نووية يخدم إسرائيل وقد يؤدي إلى عقوبات شديدة.

الثاني – ضربة حماس تثقل على البرنامج النووي تصفية إسرائيل والذي لحماس فيه مكان مركزي إلى جانب حزب الله.

الثالث – تصفية السنوار تؤثر على علاقات إيران – حماس. فقد كان السنوار مهندس ترميم العلاقات بين الطرفين، بين الشرخ الذي نشأ عقب تأييد جزء من حماس للثوار في سوريا. إذا ما تثبت تيار مشعل في قيادة المنظمة فقد يمس بالعلاقات مع إيران.

تلك هي المنعكسات الثلاث لمقتل السنوار على إسرائيل، فما الذي تبقّى لصحيفة إسرائيل اليوم أن تقدّمه لقارئها باللغة العبرية؟

ستقدّم مجموعة من التوصيات، أو لنقل النصائح التي ربما سيحتاج قارئ العربية إليها فوفقها:

على إسرائيل استيعاب الفجوة الثقافية بينها وبين أعدائها في محور المقاومة. رغم الضربة، فهم لا يعتزمون الاستسلام، وعلى إسرائيل أن تستعد لحرب طويلة وعنيدة. إلى جانب استمرار الضغط العسكري، عليها أن تدفع قدماً بحملة ضد منظومة حزب الله وحماس المالية في أرجاء العالم، ودمج حرب وعي شاملة للتطلع لتفكيك أساساتهم الاجتماعية.

على إسرائيل أن تفكر بعرض مردودات لمن يقدم مساعدات استخبارية، وإدارة حملة وعي ضد الاستغلال التهكمي للبنية التحتية المدنية وتعزيز دوائر محلية تعارض منظمات الإرهاب.

في ضوء ترقب لتصاعد تبادل الضربات مع إيران، على إسرائيل التفكير في تطوير سلاح صواريخ يشكل ذراعاً طويلة لضرب أهداف استراتيجية في طهران. كل هذا في ظل جس النبض للاكتشاف إذا كانت قيادة حماس المتبلورة ناضجة للصفقة بشروط إسرائيل.

كل ذلك “جس نبض”، ما الحال إذا ماكان قطع عرق او وريد؟

Exit mobile version