fbpx
أخر الأخبار

ما بين السعودية وإيران أكبر من خلاف دولتين.. فهل ينتهي؟

مرصد مينا – هيئة التحرير

على الرغم من انتهاء مؤتمر دول جوار العراق، إلا أن قضية الوساطة العراقية بين السعودية وإيران، التي تم تداول أنباء عنها خلال المؤتمر، لا تزال تلقي بظلالها على الأجواء في المنطقة، لا سيما مع بدء تنصيب وتسمية حكومة الرئيس الإيراني المتشدد، “إبراهيم رئيسي” وتبيان بعض ملامحها.

يشار إلى أن البرلمان الإيراني قد صوت في 25 آب الماضي، لصالح تعيين عدد من الوزراء في الحكومة، بينهم “حسين أمير عبد اللهيان”، الذي بات يشغل منصب وزير الخارجية.

إشارات إيرانية وجهود عراقية وخلاف فوق العادة

مع تداول وسائل الإعلام العربية والدولية لقضية توسط رئيس الحكومة العراقية، “مصطفى الكاظمي”، لتحسين العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، يشكك الكاتب والصحافي، “ماجد السامرائي” في نجاح تلك المساعي، لافتاً إلى أن المشكلة السعودية – الإيرانية ليست مشكلات ثنائية حدودية، أو ما شابه ذلك، ويمكن حلها بالتفاوض أو الوساطات، موضحاً: “هي مشكلة بنيوية عربية مع نظام يحمل أيديولوجية ثيوقراطية ومشروع سياسيا توسعيا بقيادة ولي الفقيه برئاسة خامنئي مدمِّر ومخرِّب البلدان العربية”.

كما يشدد “السامرائي” على أن تلك الأيديولوجيا الإيرانية لم تنعكس على السعودية فقط وإنما على بقية دول المنطقة وفي مقدمتها العراق، معتبراً أن طريق حل هذه الأزمة يتم فقط باستعدادات نظام طهران للتخلي عن مشروع تصدير الثورة الإيرانية والتخريب، والواقع يقول إن ذلك لن يتحقق، على حد وصفه.

يذكر أن حكومة الرئيس الإيراني السابق، “حسن روحاني” قد لوحت خلال السنوات القليلة الماضية باستعدادها للتفاوض مع المملكة العربية السعودية وإنهاء الخلافات بينهما، إلا أن مصادر كانت ترجع عدم اتخاذ أي خطوات فعلية باتجاه الرياض إلى ضغوط الحرس الثوري وسياساته العدوانية تجاه المملكة.

من جهته، يكشف السفير الإيراني في العاصمة العراقية، بغداد، “إيراج مسجدي” عن وجود نوايا إيرانية بعقد جولة مفاوضات مع السعودية في العراق بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة، مضيفاً: “”عقدنا ثلاث جولات تفاوض مع الجانب السعودي وتعقد الجولة الرابعة بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة”.

في غضون ذلك، لا يعتقد المحلل والباحث، “جويل وينج” أن هناك فرصة كبيرة للعراق لكي يلعب دور الوساطة بين السعودية وإيران في المستقبل القريب، معللا ذلك بأن الخلافات بين البلدين أعمق من أن يتحقق فيها أي تقدم من خلال قمة واحدة، بحسب ما نقله عنه موقع الزاوية.

متطلبات المرحلة وعنوان لا يبشر

تعليقاً على تصريحات السفير الإيراني حول جولات المفاوضات مع السعودية، يرى المحلل السياسي، “حسام يوسف” أن الإشارات القادمة من إيران تحمل عنواناً غير مبشر ومخالف تماماً لتصريحات السفير، لافتاً إلى أن تعيين “عبد اللهيان” على رأس الدبلوماسية الإيرانية، يعني سيطرة الحرس الثوري بشكل كامل على السياسة الخارجية وأن الدبلوماسية الإيرانية ستكون أقرب إلى لغة التصعيد.

ويشير “يوسف” إلى أن “عبد اللهيان” يعرف بأنه فعلياً جندي في الحرس الثوري الإيراني ولكن ببزة رسمية غير عسكرية وواجهة دبلوماسية، مذكراً بتصريحات الأخير، التي أكد فيها انه سينتهج سياسة “قاسم سليماني” في إدارة السياسة الخارجية، موضحا أن : “نهج سليماني كان معروف في المنطقة، دعم الميليشيات في سوريا والعراق لبنان واليمن، بالإضافة إلى إثارة النعرات الطائفية والفوضى وترسيخ نظام اللا دولة في الدول العربية التي تمتلك فيها إيران نفوذاً عسكرياً”.

“يوسف” يشدد على أن كل تلك الأمور ستكون عائقاً أمام قبول السعودية بأي تفاوض مع إيران، على اعتبار أن الخلافات بينهما لا تقتصر على الأذى الذي تلحقه إيان بأراضي المملكة وحسب.

في ذات السياق، يلفت “يوسف” إلى أنه حتى في حال توجهت حكومة “رئيسي” إلى التفاوض مع السعودية فإن ذلك لا يعني أنها تخلت عن مبادئ تصدير الثورة والتوغل في الشأن العربي، وهو ما يمثل جوهر سياسات النظام في إيران ونقطة الخلاف الجوهرية بين طهران والرياض، لافتاً إلى أن متطلبات المرحلة الحالية قد تدفع النظام الإيراني إلى محاولة التهدئة المحدودة في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل ما يحدث في أفغانستان ومحاولة إيران تحويلها إلى ساحة حرب جديدة مع الولايات المتحدة.

أما عن ردة الفعل السعودية على الدعوات الإيرانية، فيشير إلى أن الحكومة السعودية تدرك تماماً ما الذي تريده من طهران مقابل عودة العلاقات بين البلدين، وهو وقف دعم الحوثيين في اليمن ووقف الهيمنة على القرار العراقي والكف عن لعب دور سلبي في الملفين السوري واللبناني، لافتاً إلى أن السعودية قد توافق على الدخول في المفاوضات بشكل مبدأي ولكنها لن تستمر فيها إذا شعرت بأنها عقيمة.

الكرة في ملعب إيران وليس السعودية

مع افتراض عقد المحادثات بين السعودية وإيران، يؤكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط “محمد المصطفى” أن مسألة نجاح أو فشل تلك المحادثات يرتبط بمدى جدية إيران في التوصل إلى اتفاق، لافتاً إلى أن السعودية لا تمتلك أي مشاريع عدائية أو تخريبية في طهران أو ضد الحكومة الإيرانية، بل على العكس فإن المشكلة هي المشروع الإيراني في المنطقة.

ويختصر “المصطفى” قضية المحادثات بأنها ستشهد عرض شروطٍ سعودية على إيران لتطبيع العلاقات مجدداً، موضحاً: “هنا يكون الدور الإيراني، إذا قبل بالشروط نجحت المفاوضات إذا لم يقبل فستفشل، لأنه عملياً إيران لا تمتلك أي شروط مقبولة يمكن طرحها على الرياض، فالرياض لا تدعم ميليشيات داخل طهران ولا تستهدف المدن الإيرانية ولا ترعى هجمات ضد البعثات الدبلوماسية الإيرانية، ومن غير المعقول أن تشترط إيران على السعودية أن توقف دعم الحكومة اليمنية الشرعية أو أن تقبل بالتدخل الإيراني في العراق أو لبنان، وعليه فإن نجاح المفاوضات يعتمد كلياً على ما ستقدمه إيران”.

من جهته، يلفت الخبير في الشؤون الإقليمية، “جمعة العطواني”،إلى أن كلاً من السعودية وإيران يحتاجان إلى مزيد من المراحل من المفاوضات لترطيب الأجواء فيما بينهما، لافتاً إلى أن أزمة انعدام الثقة ما زالت قائمة، خاصة مع استمرار الأزمة اليمنية التي تعتب الأكثر تعقيداً، لا سيما مع استبعاد أن تقدم طهران تنازلات في هذا الشأن.

ما بين السطور.. سياسة استفزازية

يعود الكاتب والصحافي، “إبراهيم الزبيدي” في تقييمه لسياسة إيران خلال الفترة المقبلة، إلى مشاركة وزير الخارجية الإيراني، “عبد اللهيان” في مؤتمر جوار العراق، لافتاً إلى أن تصرفات “عبد اللهيان”، كانت عنجهية جداً، خاصة وأنه تعمّد أن يخوض في أخطر خصوصيات الشأن الوطني العراقي الخاص، وكأنه مكلّف بأن يبلغ الضيوف، وجها لوجه، بأن العراق عراقُهم، وعلى من يريد أن يدخله وهو آمن إما أن يقبل، صاغرا، بالوِصاية الإيرانية عليه وعلى المنطقة، أو أن يستعد لصواريخهم ومسيَّراتهم التي لا ترحم ولا تنتهي.

ويضيف “الزبيدي”: “قد يكون الوزير، وبالصورة الاستفزازية التي ظهر بها في صف ملوك الدول والرؤساء والأمراء، أراد أن يحذر الكاظمي من أن يذهب بعيدا في التبشير بفكرة إعادة العراق إلى عمقه العربي، وخاصة السعودي والإماراتي تحديدا، ثم استغل النظام الإيراني فرصة عقد هذا المؤتمر القزم الذي يفترض أنه للتهدئة والحوار وتبريد الجبهات المشتعلة، فوجه رسائل صاروخية إلى دول الجوار، ورسائل أخرى متعجرفة أطلقها على الضيوف ممثل الحرس الثوري، متعديا على كل قواعد النظام المتبعة في مثل هذه المؤتمرات”.

كما يلفت “الزبيدي” إلى ما قام به “عبد اللهيان” خلال المؤتمر بالترحّم على “قاسم سليماني”، وهو يعلم أن ضيوف المؤتمر، كلَهم، مؤمنون بأنه قاتل العراقيين والسعوديين والإماراتيين والأردنيين والكويتيين والبحرينيين، دون منازع، معتبراً أن ذلك التصرف يعكس زيادة في التعالي والعجرفة والعنجهية الإيرانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى