fbpx
أخر الأخبار

ما بين توزير “الحريري” والانتصار لـ “غزة”

بات واضحًا بالنسبة للّبنانيين، أن للرئيس المكلّف سعد الحريري، ثلاث احتمالات:

ـ الاعتذار عن تشكيل الوزارة.

ـ تشكيل الوزارة.

ـ الاحتفاظ بالتكليف دون تشكيل، معطّلاً الوزارة إلى أجل غير مكلّف.

الاعتذار عن التشكيل وارد وممكن، وثمة الكثير من المعلومات تفيد بأن الحريري تلقّى الكثير من النصائح، ومن جهات عربية وعواصم بأن الوزارة مغطس هو بغنى عنه، ومن الصواب أن يلتفت الرجل إلى أعماله، وإنقاذ ما تبقى من ثروة الوالد.

ولابد أن الرجل يصغي للأصدقاء.

أما عن الاحتمال الثاني، والذي يعني التشكيل، فهو مشروط بواحد من عاملين:

ـ أولهما، أن تضعه المملكة العربية السعودية تحت غطائها، وهذا يعني أن تعود المياه إلى مجاريها ما بينه وبين المملكة التي تصمّ آذانها عنه، وتضعه على حافة القطيعة.

ـ ثانيهما، أن تقرر حكومة تسيير الأعمال الحالية رفع الدعم عن المواد الأساسية، فتنصبّ اللعنات، كما غضب الشارع على حسّان دياب، ويدخل الحريري الوزارة بثوب أبيض، باعتباره وريث (التعتير) لاصانعه.

العربية السعودية لاشك منشغلة بما ليس لبنان، فلديها ما يكفي من المشاكل ليس أصعبها المسألة اليمنية، ولا أقلها التحولات الهائلة في الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي، هذا عداك عن كون الخيار الفعلي للمملكة مازال ينصبّ على نواف سلام، رجل أمريكا، والجسر الذي يمكن أن يكون قليل التكلفة ما بين المملكة ولبنان، و “سلام” بلا شك، ليس مرشح الثنائي الشيعي ولا محسوب عليه، وهذا يريح المملكة.

أما عن رفع الدعم ما قبل تشكيل الوزارة، فلابد أن حسان دياب، لن يقع في الفخ، فالرجل لم يكسب من السلطة فعلام يحمل أوزارها؟

هذا سؤال يطرحه حسان دياب على نفسه، وعلى من دفعه إلى الاستقالة ويدفعه اليوم إلى تفعيل الوزارة.. وزارة تسيير الأعمال.

بالنتيجة، لا تحولات سعودية مضمونة ولا تغيير مؤكد لموقف المملكة من الحريري، وهو ما يتضح من انتقال سكن عائلة الحريري من الرياض الى أبو ظبي، ولابد أن الرجل غسل يديه من استعادة العلاقة مع المملكة، فإن ضمن عدم معارضتها لشخصه، فهو لم يضمن دعمها، ومن المستبعد أن يضمنه.

ما المتبقي؟

المتيقي هو الاحتمال الثالث، وهو “السياحة” بورقة التكليف، وتعطيل التشكيل في بلد مشلول، يتقاسمه اثنان لاثالث لهما، وهما:

ـ الأمريكاني والإيراني.

شغلة الإيراني، محاربة إسرائيل بالعرب، ومحاربة العرب بالعرب، والجلوس على التلة، وفي حربه هذه هدف بعيد، أما البعيد فهو العثور على توافق مع الادارة الأمريكية بخصوص الملف النووي، الذي لن يكون متوافقًا عليه دون ابتزازات إيرانية للإدارة الأمريكية، وتبدأ الابتزازات من “حماس” في فلسطين، وتمتد إلى “حزب الله” في لبنان، ولاشك بأن الحوثي واحد من أدوات الابتزاز، واللعبة طويلة، والصبر واحد من مفردات ملالي إيران، اما الأمريكاني ووفق سياسات بايدن، فليس جاهزًا لتفجير حرب في المنطقة كما حال الأمريكاني بمواجة صدام حسين في العراق، فالرجل (ونقصد بايدن)، يشتغل على خطوات سلفه “أوباما”، وليس ثمة من فسحة أوسع من الفسحة التي منحها “أوباما” للإيرانيين، سواء في الداخل الإيراني، او على المستوى الإقليمي العربي، حتى اطلق يد الإيرانيين في سوريا، وأطلق العنان للملالي في العراق وفي الداخل الإيراني، ليكونوا “شعب الله المختار”، بين شعوب تتكاثر بالفراش وتتناثر بالحروب، ليسود عليها الإيراني.

هذه الصيغة.. صيغة :

ـ أمريكاني / إيراني.

تجلياتها في لبنان اليوم.

الأخطر أن تتقدم في لبنان أكثر، لا إلى المزيد من تعطيل لبنان وزارة واقتصادًا وحياة، وإنما في دفعه إلى فتح جبهة الجنوب وبحجة:

ـ الانتصار لغزة.

ساعتها:

ـ لن ينصر غزة، ولن يبقي على لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى