زاوية مينا
من حق سمير عطالله، أحد شيوخ كار الصحافة أن “يعجز عن التخيّل” ومن ثم “أن يتخيّل” مع استباق كليها بعنوان :
ـ مالم يكن متخيّلاً.
فما هو “مالم يكن متخيّلاً” وفق عطالله؟ وبالنسبة لمن؟
بالنسبة إلى من يتابع السياسة الأميركية منذ أكثر من نصف قرن.
أما مالم يكن متخيّلاً فهو أن “المرشحة للرئاسة الأميركية تقاطع جلسة للكونغرس خطيبها الضيف رئيس وزراء إسرائيل. بصرف النظر عمن يكون”.
“لم يكن أحد في أميركا يتخيل أن عضواً في الكونغرس سوف يقاطع الجلسة أيضاً”.
مالم يكن متخيّلاً هو “أهم تحوُّل سياسي وإعلامي واجتماعي في تاريخ العلاقة الأميركية – الإسرائيلية منذ أن أعلن هاري ترومان الاعتراف بدولة إسرائيل، بعد 16دقيقة من إعلانها”، وهو “ما حدث في واشنطن الأربعاء”.
مالم يكن متخيّلاً ماحدث داخل الكونغرس وخارجه، حيث جاء المتظاهرون من أنحاء البلاد للاعتراض على زيارة وخطاب نتنياهو.
قبل حرب غزة لم يكن الأميركي، خصوصاً السياسي، يجرؤ على تسجيل اسمه في طلب السماح بالتظاهر.
كل ما سبق وفق عطالله لم يكن متخيّلاً، فكيف سنلتقط معه أسباب، أو دوافع ماحدث وقد تجاوز المتخيَل؟.
لا شك لحظة في أن المشهد السياسي في واشنطن يخيف أركان الحركة اليهودية في العالم أكثر من كل ما حدث حتى الآن: صحف أميركا وسياسيوها، وإعلامها، وبعض أبرز سياسييها، يخرجون على الطاعة العمياء، لمواقف وقرارات وسياسات إسرائيل. عندما كانت ترد في واشنطن تعابير مثل “النكسة” و”الهزيمة” و”اللوبي”، كان مفروغاً منه أن المقصود هو العرب، انقلبت واشنطن تضعضع “الأيباك”. جاء نتنياهو يعلن “الوعد بالنصر” وليس بإعلان نفسه. وبعد حوالي العام لا يزال يطلب المساعدة في الحرب على “حماس”.
نقل نتنياهو صوت العرب بنفسه إلى العاصمة التي كانت ترفض مجرد الإصغاء لهذا الصوت، أو الاعتراف بوجوده. بداية حرب غزة، ذهب جو بايدن إلى تل أبيب وعاد في يوم واحد، معلناً دعماً لا سابق له، والآن ترفض مرشحته للرئاسة، ونائبته، أن تكون بين مستمعي الرجل الذي أصبح مثيراً للشك والجدل والمخاوف. بكلام آخر أصبح عبئاً على أكبر علاقة متشابكة جوهرياً بين كبرى دول العالم وبين حليفتها الأولى.
تكفي المقارنة بين مناخ واشنطن أثناء الزيارات الثلاث السابقة التي قام بها نتنياهو وبين هذه، لكي نعرف مدى التضرر الذي وقع. بل لم يكن من الضروري انتظار وصوله. ففي الأسابيع الأخيرة كانت الصحافة الأميركية تغطي أخبار غزة مثل أي صحافة، غير قادرة على تجاهل الحقائق… والضمير.
هل ثمة انقلاب كوني سيحصل؟
وهل ستحمل كامالا هاريس هذا الانقلاب على جناحيها؟
أحد نشطاء “الفيس بوك” كتب:
وإن بدت فكرة ساذجة، وطالما أكثرت من السذاجة، فأن تاتي سيّدة من حمولات سفن العبيد لتحتل البيت الأبيض، ففي هذا بعض العزاء.. إذا ماحدث ذلك فاليقين أن الأمريكان الذين يتقنون المجزرة، يتقنون الاعتذار.
ليتها تفوز، فقد تحدث النقلة في بلاد الشقراء العجوز الليدي غاغا، لتلوّن تلك البلاد برائحة الآتين توّاً من الأدغال.
لا اراهن على أنها ستحدث فارقاً في أمريكا سوق البغاء، أراهن أن كامالا هاريس سيّدة الاحتمالات.
مرتين وقعت بالغرام مابعد الخمسين .. غرام نجوى فؤاد وغرام هذه الخلاسية السمراء.
سبحان الله مسرف القلوب.
هذا ماكتبه فما التعليق الأبرز الذي سجّل على ماكتب؟
كتب:”بقتلونها إن حادت عن دعم الصهاينة وطمس العالم الجنوبي . كان أوباما أكثر سمرة ورأينا ” إنجازاته ” !”.