fbpx

مباشرةً نحوَ القمر

كلنا يحلم بالوصول إلى القمر، ويقودنا الفضول إلى هذا الحب المبهم، لاكتشاف شيء غامض مجهول، لا يوجد عليه أدنى مقومات الحياة لنا، لكن بريقه يغرينا، ويغري خيالنا الخصب دوماً.

حلم الإنسان بالوصول إلى القمر، واتخاذه أرضاً جديدة، ربما للتحصن أو للرفاهية، أو حتى للاكتشاف فقط، لكن لا يوجد طريق واقعي عملي، فإلى الآن من الصعب أن يكون هذا الطريق بتذكرتين.
ولتحقيق هذه الرغبة، طوَّر العلماء الصواريخ التي تحمل أقماراً اصطناعية وغيرها إلى الفضاء، وهي عبارة عن مركبات تعمل بالطاقة النفاثة وتحمل إمدادات الأوكسجين الخاصة بها. إنها بحاجة إلى سرعة كبيرة وكمية هائلة من الطاقة للتحرر من قوة الجاذبية ومنعها من العودة إلى الأرض مثل الحجارة المتدحرجة. هذه السرعة والطاقة الهائلة تعني أن على المحركات الصاروخية توليد قوة هائلة تعادل قوة دفع 10,000 سيارة على الأرض تقريباً.
يتطلَّب كل ذلك إمكانات مادية وجهوداً مضنيةً، ولتلافي هذه التكلفة والمشقات الكبيرة، يفكر العلماء في بناء طريق دائمة بين الأرض والقمر على شكل كابل كربوني شبيه من ناحية بفكرة “مصعد الفضاء”. ويمكن لهذا المصعد أن ينقل الناس والمعدات خارج الغلاف الجوي للأرض بسهولة أكبر. لأن هذا المفهوم قد أصبح، من الناحية النظرية على الأقل، قابلاً للتطبيق مع تقنيات اليوم.
هذا المصعد تخيله العالم الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي في عـام 1895م، عندمـا رأى لأول مرة برج إيفل، واقترح أن يكون ارتفاع المصعد المتخيل 18,500 كم، ليصل إلى المدار الأرضي المتزامن. ففي هذا المدار يصبح دوران أي شيء، بنفس اتجاه دوران الأرض، من الغرب إلى الشرق وبنفس سرعة دورانها، فيصبح وكأنه ثابت وغير متحرك بالنسبة للأرض.
ولكن بدلاً من بناء مصعد للفضاء من الأرض، كما اقترح تسيولكوفسكي أو برج كما اقترح كلارك، لماذا لا يتم إنشاء خط فضائي يبدأ من القمر نزولاً إلى الأرض؟ كما يقول عالما الفيزياء الفلكية زفير بينوير من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة وإميلي ساندفورد من جامعة كولومبيا في نيويورك.
فاستناداً إلى حساباتهما، إن مثل هذا البناء ممكن تقنياً واقتصادياً باستخدام الأدوات والمواد الموجودة لدينا اليوم، وهو الأمر الذي لم يكن بالإمكان قوله عن مفهوم “مصعد الفضاء” القديم والبرج في رواية كلارك.
لقد وجدا أن موادَ مثل “الزيلون”، وهو كربون بوليمر، يسمح لنا ببناء كابل بين القمر والمدار الأرضي المتزامن والثابت بالنسبة للأرض. وبذلك سيكون على مسافة آمنة من الأرض، وعلى بُعد حوالي 362,000 كيلومتر من القمر، وهكذا يمكن تجنُّب ملامسة الأقمار الاصطناعية والاصطدام بها. وأشار الباحثان إلى أن الكابل قد يكون بسماكة قلم الرصاص لكنه يكلف مليارات الدولارات.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى