مرصد مينا
يتراءى للكثير من العرب الذين يعيشون تحت وطأة “الدولة البوليسية” أو العصابة، بأن إسرائيل على الطرف الآخر، لا تواجه ما يكفيها من الازمات والتحديات، وربما يعود مثل هذا التصور إلى التفوّق الذي تعيشه إسرائيل أقلّه على المستوى الاقتصادي والتكتولوجي، وصولاً للاعتقاد بأن إسرائيل تنام بلا “كوابيس”.
ثمة ما يقول غير ذلك، فهذا معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى كان قد عقد ندوة مع مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية ومن بينها بيني غانتس.، وهو من شغل منصب رئيس حزب “الوحدة الوطنية” الإسرائيلي، منصب وزير الدفاع بين عامَي 2020 و2022 ومنصب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي سابقًا.
ـ فما الذي تواجهه إسرائيل من تحديات وفق رؤية غانتش؟
في التالي يمكن تلخيص ما قاله بيني غانتس:
تواجه إسرائيل حاليًا خمسة تحديات رئيسية، أولها تداعيات حرب أوكرانيا التي أثّرت في الاقتصاد العالمي وطالت عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى ما خلفته من انعكاسات على علاقة روسيا الاستراتيجية بإيران، وإلى حد ما بالصين، من دون تجاهل معاناة الشعب الأوكراني أيضًا.
التحدي الثاني وينطوي على المسألة الإيرانية، إذ وجدت طهران بتصدير الطائرات بدون طيار إلى روسيا مسارًا مجديًا للتحايل على العقوبات الدولية واكتساب خبرة تشغيلية وتكنولوجية.
أما التحدي الثالث فيتمثل بالحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك التصدي لقدرة إيران على تقويض النظام الإقليمي.
ـ وماذا عن اتفاقات إبراهيم والمملكة العربية السعودية؟
وفي هذا الإطار، تبدو نتائج المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مبهمة، إلا أن توسيع نطاق اتفاقيات إبراهام ما زال ممكنًا.
كل تلك التحديات تطال إسرائيل في الخارج، فماذا عن “إسرائيل الداخل”؟
لن يستطر بيني غانتس، سيكتفي بالقول:”يجب الحفاظ على دولة ديمقراطية ثابتة ومؤسسات قوية”. ليعود إلى إيران فوفقه “سيتعين على إسرائيل اتخاذ إجراءات عند الضرورة للتصدي لبرنامج إيران النووي، بمشاركة الولايات المتحدة أم لا، مع العلم أن واشنطن ستتفهم ذلك. ولا داعٍ لشن عملية مباشرة ضد البرنامج لكن موعد التحرك بات قريبًا”.
ـ أي تحرك يقصد؟
يتابع “ستحدث مشكلة بالتأكيد إذا بلغ الإيرانيون قدرة التخصيب بنسبة 90 في المئة. فما إن يتجاوزوا هذه العتبة، سيتمكنون من توزيع المواد والتقنيات النووية إلى مواقع سرية وسيصعب بالتالي على إسرائيل وحلفائها وقف البرنامج. تدرك إسرائيل أنه في حال بلغت إيران نسبة 90 في المئة، ستحظى “بغطاء ردع” يزودها بالحماية للمناورة في المنطقة من دون تداعيات، وهذا ما يجب أن تدركه جميع الجهات الفاعلة بدورها. ولذلك يجب النظر في أي إجراءات تحد من الخطر الذي يطرحه التخصيب بنسبة 90 في المئة”.
كلام بيني غانتس ينطوي على احتمالات الحرب، فماذا لو اندلعت حرباً جديدة في الشرق الأوسط؟
“حزب الله” يعد بتدمير إسرائيل، ولدى إسرائيل ما يكفي من العتاد لتدمير لبنان وإلحاق أكبر ضرر بإيران، وستكون النتيجة على الدوام “نصف هزيمة وكل الدمار”، في شرق أوسط لم تنجب له الحروب سوى الويلات.
كلام بيني غانتس، ينطوي على الكثير من احتمالات أن تذهب المنطقة إلى حرب، وما يتبقى هو سؤال:
ـ متى؟ ومن ستشمل؟
لم يجب الرجل عن السؤالين، ولكننا على علم بأن الحروب وعبر كل تاريخها لاتحتاج سوى إلى تقاطع “لحظة مع شرارة” و:
ـ تندلع.