مجازر وجوع وتوقف المساعدات: غزة تستقبل العيد تحت وطأة الحرب

مرصد مينا

في الوقت الذي يستعد فيه العالم للاحتفال بعيد الأضحى غدًا الجمعة، تغيب مظاهر الفرح عن قطاع غزة، الذي لا يزال يرزح تحت وطأة الحرب. لا طعام، ولا ماء، ولا أمان، وسط استمرار القتل اليومي.

أصوات التكبيرات غابت، وحلّت محلها أصوات القصف والأنين، فيما يواجه أكثر من مليوني فلسطيني واقعاً إنسانياً مأساوياً لا يحمل من العيد سوى اسمه.

تقول مجدل أبو شرخ، وهي نازحة من سكان القطاع: “مررنا بعامين من الدمار.. لا عيد ولا أي احتفال.. لا شيء يُذكر”. وتتابع بحزن بالغ: “الناس في حالة ذهول كأنهم فقدوا الوعي… لا أجد كلمات تصف الوضع”.

مدحت عابد، نازح آخر من حي الشجاعية، عبّر عن معاناة الغزيين قائلاً: “وضعي تحت الصفر، مثل كثيرين من أهل القطاع”.

ويضيف: “غزة كلها تعاني من المجاعة.. لا طعام، لا ماء، فكيف نشتري ملابس العيد؟ حتى الملابس أصبحت بعيدة المنال بسبب الغلاء”.

ليلة دامية جديدة

وكانت ليلة الأربعاء واحدة من أشد الليالي دموية منذ بداية التصعيد الأخير من قبل إسرائيل على القطاع، حيث شن الطيران الحربي غارات مكثفة استهدف من خلالها مناطق متفرقة من القطاع، من خان يونس جنوباً إلى غزة شمالاً، مروراً بدير البلح والمناطق الشرقية، حيث تواصلت الغارات والقصف المدفعي بشكل مكثف.

في خان يونس، استُهدفت خيام للنازحين في منطقة المواصي، ما أدى إلى مقتل ستة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وفق مصادر طبية محلية.

فوضى في توزيع المساعدات

تزامناً مع تزايد القصف، تتصاعد مظاهر المجاعة الحادة. وقد أدى الجوع إلى فوضى شديدة أثناء توزيع المساعدات، حيث وقع تدافع شديد تسبب في عرقلة العمليات الإنسانية، وأسفر عن مقتل اثنين من سائقي الشاحنات، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

كما أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس، مقتل عشرة أشخاص على الأقل وسقوط عشرات الجرحى في غارات إسرائيلية على مواقع مختلفة في القطاع الفلسطيني.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن هناك “10 شهداء جراء غارات اسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة وحتى هذه اللحظة”.

وأضاف أن الغارات استهدفت منزلا في جنوب شرق مدينة غزة وخيمة تؤوي نازحين في خان يونس في جنوب القطاع ومنزلا في وسط دير البلح، بحسب فرانس برس.

وناشدت منظمات أممية المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، محذرة من تزايد حالات الوفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية، في ظل نظام صحي يكاد ينهار بالكامل.

وكانت “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعوة أمريكاً والمثيرة للجدل التي بدأت الأسبوع الماضي حملة جديدة لتوزيع المساعدات، قد أعلنت الأربعاء أنها علّقت عملياتها مؤقتاً، بسبب المخاوف الأمنية والحاجة إلى إعادة تنظيم آلية التوزيع بما يضمن سلامة المستفيدين والعاملين.

تصعيد عسكري متواصل

ومنذ انهيار الهدنة الهشة في 18 مارس الماضي، والتي استمرت لمدة شهرين بين إسرائيل وحماس، عاد التصعيد العسكري إلى الواجهة.

وفي 17 مايو، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها بشكل غير مسبوق، مؤكدة عزمها مواصلة الهجمات بهدف تحرير ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين، والسيطرة على كامل قطاع غزة، وتصفية حركة حماس.

وبحسب بيان وزارة الصحة في غزة الأربعاء فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 54607 قتيلا و125341 جريحا منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت وزارة الصحة في غزة “إن 97 شهيدا و440 جريحا سقطوا في العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال 24 ساعة الماضية”.

ورغم مرور أكثر من سنتين على بدء الحرب، يبدو أن نهاية هذا الصراع الدموي لا تزال بعيدة، في وقت تتعمق فيه المأساة الإنسانية يوماً بعد يوم، تاركةً وراءها شعباً منهكاً لا يعرف للعيد طريقاً، ولا للفرح سبيلاً.

Exit mobile version