مرصد مينا – ليبيا
تتواصل التظاهرات في العاصمة الليبية طرابلس وتتسع رقعتها في أكثر من منطقة في ليبيا، ضد حكومة الوفاق تنديدا بالأوضاع المعيشية وانتشار الفساد والمطالبة بإسقاط الحكومة بعد غياب الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء.
وقد تطورت الاحتجاجات، الى درجة ان المتظاهرين حاصروا منزل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج بمنطقة النوفليين في طرابلس الليبية.
حيث تفيد المعطيات ان متظاهرين من الحراك الشعبي وصلوا إلى مقر رئاسة حكومة الوفاق عقب إطلاق النار عليهم في “ميدان الشهداء”. وحسب وسائل إعلامية ليبية فإن المتظاهرين انتقلوا من “ميدان الشهداء” إلى “ميدان الجزائر”، وأن أنصار فايز السراج أجبروا آلاف المحتجين على مغادرة “ميدان الشهداء”.
كما ذكرت أن المتظاهرين يتوجهون إلى مقر رئاسة حكومة الوفاق، غير أن قادة من الشرطة في شارع الاستقلال طالبوهم بعدم التوجه إلى المقر واستجاب المحتجون بالبقاء في “ميدان الجزائر” ورغم وعود السراج بإجراء تعديلات وزارية وصفها بـ”الهامة” واتهامه لـ”مندسين” بتخريب مطالب المظاهرات، يصر منظمو الحراك على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم، داعين جميع المدن الليبية للانضمام إليهم من أجل توحيد الصوت ضد ما يحصل في البلاد.
من جهته، يحاول السراج امتصاص غضب الشارع، عبر تأكيده على تنفيذ خطوات فعلية في مجال مكافحة الفساد، ولعل هذا ما دفع مكتبه الإعلامي امس الثلاثاء للإعلان عن لقائه رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعمان الشيخ، من أجل بحث الخطوات التي اتخذت بشأن وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وتشديده مجدداً على ضرورة فتح جميع ملفات الفساد المتعلقة بإهدار المال العام.
لكن كل تلك المحاولات لم تنجح بتخفيف حراك الشارع، حيث أمهل بيان منسوب لحراك 23 أغسطس يحمل الرقم 1، “المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس الدولة 24 ساعة لإعلان استقالتهم احتراماً لإرادة الشعب”.
كما أعلن عن سعيه لتنفيذ عصيان مدني في كامل شوارع العاصمة وإقفال الأحياء في حال رفضت مطالب المحتجين.
إلى ذلك، طالب بالإفراج الفوري عن الشباب المعتقلين لدى داخلية الوفاق. وأوضح أن “المواطنين في طرابلس بدون كهرباء وماء وسيولة والمرتزقة يتقاضون مرتباتهم بالدولار”.
وأكد رفض وصف المتظاهرين “بالمندسين والمعتدين والمخربين من قبل رئيس المجلس الرئاسي”.
يشار إلى أن التظاهرات كانت انطلقت، الأحد، إثر دعوات على مواقع التواصل للاحتجاج على تردي الخدمات في طرابلس، وتطورت لاحقاً، لتتحول إلى المطالبة برحيل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وحضر هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام” وردده الآلاف من المحتجين في شوارع طرابلس، والذين تمسكوا بضرورة رحيل السراج وحكومته عن المناطق التي تسيطر عليها.
من جهته كشف اللواء خالد المحجوب مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي أن السراج خرج من المقر المتواجد فيه وهرب أمام هجوم المتظاهرين من رئاسة مقر المجلس الرئاسي لافتا أن الوضع في طرابلس محتقن جدًا وأن هناك رفض لمجلس السراج وما يقوم به. وأشار أن الليبيين غاضبين بسبب احتلال أراضيهم، وأنهم لا يجدوا سيولة مالية في الوقت الذي تذهب فيه الأموال للمرتزقة.
جهته، قال عضو مجلس النواب الليبي، سعيد أمغيب، إن المظاهرات خرجت في وسط طرابلس وغيرها، بسبب سوء الأحوال المعيشية للمواطن في العاصمة والمناطق المحيطة بها.
ويعاني سكان في مناطق عدة من العاصمة الليبية وغيرها من مدن من انقطاع التيار الكهربائي ونقص في الوقود، وترد عام في كل الأوضاع المعيشية.
وأضاف أمغيب، أن السكان خرجوا عن طوعهم بعدما رأوا أن السراج يدفع رواتب المرتزقة بالدولار، ويمنع الأساسيات عن المواطن الليبي، مثل الكهرباء.
وأشار أمغيب، إلى أن السكان ضاقوا ذرعا بالسراج، الذي لا يملك قرار السيطرة على كل الميليشيات.