مخابز دمشق وريفها تغلق أبوابها..

مرصد مينا

أغلق أصحاب مخابز خاصة رئيسية في العاصمة السورية دمشق وريفها أفرانهم بسبب أزمة المحروقات، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على نفي مديرية التجارة الداخلية في دمشق توقف أي مخبز نتيجة الأزمة.
أتت هذه التطورات بعدما أعلنت شركة المحروقات خفض الكميات المخصصة للمخابز الخاصة خلال الشهر الماضي بنسبة 40%، فيما لم توزع أي لتر على الأفران الخاصة منذ بداية الشهر الحالي، مما أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج بعد لجوء الأفران الخاصة إلى السوق السوداء لسد حاجتها من المحروقات.

ومع اشتداد الأزمة وافتقاد المادة توقف نحو 50% من الأفران الخاصة عن العمل في دمشق، و30% خفضت إنتاجها، و20% باتت تشتري المحروقات بأسعار مرتفعة.

يشار إلى أن أسعار الخبز والمعجنات في الأفران الخاصة كانت شهدت أمس الاثنين، ارتفاعاً جنونياً بنسبة 42%، حيث وصل سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة إلى 5000 ليرة سورية، والصغيرة إلى 3000 ليرة، وخبز النخالة الكبيرة إلى 4500 ليرة، والصغيرة إلى 3000 ليرة، في حين حدد سعر كيلو بـ10 آلاف ليرة، والصمون بـ7500 ليرة، علماً أن سعر صرف الدولار الأميركي الواحد تجاوز 6 آلاف ليرة سورية.
وكانت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام نقلت عن أحد أصحاب المخابز المغلقة تأكيده أنه أغلق مخبزه لعدة أسباب منها ارتفاع أسعار المحروقات بشكل مبالغ به في السوق السوداء، بالإضافة إلى اتهام دوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك لأصحاب المخابز بالاتجار بالمواد المدعومة إذا وجدت كميات مازوت غير الكميات الموزعة من شركة محروقات.

وأضاف أن هناك أسباباً تتعلق بالكلفة المرتفعة للإنتاج والمشكلات المرتبطة ببيان كلفة الأسعار، وخاصة في ظل الاختلاف اليومي لأسعار المواد الداخلة بصناعة الحلويات، والتي يرفض تاجر الجملة إعطاء فاتورة للصناعي”.
من جانبه قال الرئيس السابق للجمعية الحرفية لصناعة الحلويات محمد بسام قلعجي بحسب “الوطن”، إن “كل أصحاب الأفران الخاصة والورش يمرون بضائقة كبيرة، لأن شركة محروقات كانت توزع لهم في السابق كميات تكفيهم للعمل لمدة 5 ساعات فقط باليوم، ثم اكتفت الشركة بتوزيع ما يسمح لهم بالعمل لمدة ساعتين فقط”.
وتابع: “الحرفي أصبح يعمل 60 ساعة شهرياً، وهذا الحجم لا يسمح لرب العمل بإعطاء أجور لعماله أو أن يعيل أسرته الصغيرة، حيث تحولت كل الأفران والمحالّ الكبيرة إلى ورش صغيرة جداً تعمل بشكل يغطي حاجة السوق بالحد الأدنى”، مؤكدا أنه ومنذ بداية الشهر الحالي لم توزع شركة محروقات أي ليتر على الأفران سواء معامل الحلويات أو أفران الخبز الخاصة”.

وأشار إلى أن “أصحاب المخابز والأفران لا يمكنهم شراء المازوت من السوق السوداء لأن سعر الليتر منه يتجاوز 12 ألف ليرة، ما سيجبر أصحاب المخابز إلى رفع سعر ربطة الخبز والذي سيعرّضهم لضبوط تموينية”.

ولفت قلعجي إلى أن “الأفران والمخابز الخاصة لا يمكن أن تستمر بالظروف الحالية فمعظم أصحابها سرّحوا عمالهم وتوقّفوا عن العمل لأن رب العمل بإمكانه التحمل أسبوعاً أو أسبوعين فقط وليس بشكل دائم وخاصة أننا وصلنا إلى الذروة في أزمة المحروقات”.

Exit mobile version