مرصد مينا
تستعدّ أوروبا لتدفّق محتمل لحبوب الكبتاغون المنتج في سوريا ولبنان بشكل أساسي من قبل أفراد وميليشيات تابعة لإمبراطور المخدرات بشار الأسد وحزب الله اللبناني، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ.
وبحسب بلومبيرغ فإن حبّة الكبتاغون الواحدة تُباع مقابل 3 دولارات، ويصل سعر ظرف حبوب الكبتاغون إلى نحو 25 دولاراً. ويقدّر باحثان بارزان في معهد “نيو لاينز” أن الكبتاغون قد ولّد أعمالاً تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية.
الوكالة الأمريكية نقلت عن خبراء قولهم إن حملة القمع التي تقوم بها السعودية إلى جانب الجهود الأخيرة لإعادة إشراك الأسد من أجل كبح تدفّقات المخدرات، تدفع المنتجين إلى تطوير طرق وأسواق جديدة، ونقلت عن كارولين روز، المديرة في معهد “نيو لاينز” قولها: “إن منتجي الكبتاغون يتكيّفون ويتبنّون أساليب جديدة”.
في السياق نفسه قال مسؤولان كبيران في الاتحاد الأوروبي إن التقارير الاستخباراتية التي شاهدوها والإيجازات التي تلقّوها من نظرائهم في الشرق الأوسط، تشير إلى أنه من المُحتمل جداً أن تزداد تدفّقات الكبتاغون إلى أوروبا، مدفوعة بحاجة نظام أسد إلى السيولة، ورغبة الأسد في تصدير الإدمان والتوترات الاجتماعية إلى البلدان التي أضرّته في نظره.
وأضافوا أنه في حين أن الكبتاغون لم يشكّل حتى الآن مشكلة في أوروبا، فإن القضية الآن على رادار الجميع مع صانعي السياسات والمسؤولين الأمنيين في جميع أنحاء القارة القلقين بشكل متزايد حيال ذلك.
يشار أنه في العام 2021 ، قام محقّقون نمساويون بالتنسيق مع نظرائهم في أربع قارات بتفكيك عصابة جلبت حبوب الكبتاغون من لبنان وسوريا إلى أوروبا. وكانت تلك العصابة تستخدم مطعم بيتزا في سالزبورغ كأحد مراكزها، لشحن الكبتاغون إلى السعودية داخل أفران البيتزا والغسالات. وكان منطق المهربين هو أن السعوديين كانوا أقل حرصاً لتفتيش البضائع القادمة من أوروبا.
وبحسب تقرير وكالة بلومبرغ، فإن توسيع نطاق تجارة الكبتاغون يثير قلق الولايات المتحدة أيضاً. وقدّم السيناتوران الأمريكيان فرينش هيل وجاريد موسكوفيتش، مشروع قانون في تموز/ يوليو الماضي لإصدار عقوبات جديدة ضد الأسد، ووصف هيل بشار الأسد بأنه “زعيم مخدرات عابر للحدود”.
يشار أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أصدرت إستراتيجيتها “لتعطيل شبكات الكبتاغون غير المشروعة المرتبطة بنظام الأسد وإضعافها وتفكيكها”. هذا العام، فرضت بروكسل ولندن وواشنطن عقوبات على أفراد سوريين ولبنانيين، بما في ذلك ثلاثة من أبناء عمومة للأسد، اتهمتهم بإنتاج كميات كبيرة من الكبتاغون.