غزة – مرصد مينا
دأبت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، على اعتماد برنامج تدريبي مكثف للفتية الفلسطينيين في المراحل الإعدادية والثانوية من جميع محافظات قطاع غزة، تحت شعار مخيمات طلائع التحرير للقدس ماضون، وفتحت لهم مواقعها العسكرية خلال فترة الإجازة الصيفية ودعت الشباب الفلسطيني للالتحاق بها، حيث وضعت الكتائب جميع امكانيات طواقمها التدريبية، وسخرت جميع مقدراتها العسكرية واللوجستية لخدمة هذا المشروع الجهادي الكبير.
ويشرف مسلحون من كتائب القسام ذوي مهارات عالية وخبرة في التدريب العسكري والبدني الملائم لأعمار المشاركين، على تدريب الأطفال على استخدام السلاح المختلف، كما يخضعون لاختبارات عسكرية متعددة تحاكي الحروب، حيث تأتي هذه التدريبات لإعداد جيل مقاوم يتربى على التحرير، وفتح المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الإسرائيلي.
المخيمات السنوية التي تطقها حماس في كل عام، تقوم على فكرة استقطاب الفتية من مختلف محافظات قطاع غزة، وتدريبهم على عوامل ومنها المهارات العسكرية والبدنية، وتشمل بناء القوة الجسدية واستخدام السلاح، مع اتخاذ تدابير السلامة والأمان وتدريبات في مجال الدفاع عن النفس، واللياقة البدنية وقوة التحمل وتحصين الشباب فكرياً وأمنياً.
وقال الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن 66 ألف طفل فلسطيني على الأقل انضموا إلى معسكرات التدريب الصيفية التي تقيمها حماس للأطفال في قطاع غزة، حيث يتم تدريبهم على استخدام السلاح، مشيراً إلى أن حماس لا تخفي جريمة الحرب هذه التي ترتكب أولاً بحق أطفال غزة، وحماس تفعل ما فعله تنظيم داعش، وهذه مأساة كبيرة لماذا يسمح أهاليهم بالتنكيل بهم، فحماس تدرب الأطفال بغزة لتستخدمهم عمداً كدروع بشرية.
أحد القائمين على تدريب الأطفال داخل المخيم، ويدعى أبو حمزة وهو عنصر من كتائب القسام، أوضح أن مخيمات طلائع التحرير التي تنظمها كتائب القسام، فاقت العدد المخصص من قبل القيادة المنظمة، حيث وصلت أعداد المشاركين لقرابة 12 ألف شاب طفل، ويتم خلال المخيم تنظيم برامج متنوعة بينها الترفيهية والثقافية، والعمل والأمني من الدفاع عن النفس والقتال، فضلاً عن العلم الشرعي والديني والجهادي.
وأشار أبو حمزة في حديثه لـ”مرصد مينا”: إلى أن فكرة المخيم تقوم على اعداد جيل يكمل مسيرة القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما أن للمخيمات المنتشرة في قطاع غزة رسائل عدة، وأهمها تخريج جيل إيماني وواعي ومثقف يناظر كل الأمة بالقضية المركزية للأمة، خاصة في ظل محاولات تغييب القضية الفلسطينية في ظل التطبيع، والتأكيد على أن فلسطين هي البوصلة الصحيحة للأمة.
“أبو حمزة” أضاف أن بعض المخيمات أقيمت على بعد مسافة محدودة من الجدار الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل شرق قطاع غزة، وكان اختيار هذا المكان متعمد من قبل الجهات المنظمة للمخيمات، حيث تم اختيار هذه الأماكن لفرض معادلة عسكرية في وجه الاحتلال، وتوصيل رسائل له بأن جيل التحرير قادم، مشيرا إلى أن أن للمخيمات تأثيراً نفسياً كبيراً في شخصية الفتية، بحيث تجعلهم يكتسبون صفات جميلة منها الشجاعة وبالتالي سيكون لها تأثير في وضع أهداف أكثر أهمية، كما أن الفتية والشباب الذين يخوضون تدريبات، يكون لها تأثير واضح في صقل شخصياتهم التي تمنحهم القوة والشجاعة وتحمل الصعوبات، خاصة أنهم من خلالها يتعرضون لجرعات من الشدة وبرامج مدروسة ومكثفة، تهدف إلى تكوين بنية قوية قادرة على التعامل مع الظروف المختلفة.
من جهته بين الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية خالد صافي أن فكرة المخيمات التي تنظمها حماس، جاءت بعد أن سيطرة حماس على الحكم في قطاع غزة عام 2009، وشن إسرائيل عدوان مدمر راح ضحيته عشرات العناصر من القسام، لذلك تحاول حماس إعادة ترتيب صفوفها، من خلال استقطاب جيلاً جديداً وتدريبه وعسكرياً على حب القتال والشهادة.
وبين في حديثه لـ”مرصد مينا”: بأن غزة لا يوجد فيها أي مغريات للحياة سوى انشغال الناس في الحديث السياسي ومدى تطور الفصائل المسلحة، وهذا ما سمح لحماس لأن تعمل على استغلال العطلة الصيفية لتنمية مهارات الفتية، لكن ظروف غزة السيئة الخالية من فرص العمل أو الترفيه والسفر، تجعل الفصائل تقف أمام مسؤوليتها في الاهتمام بتطوير قدراتهم العسكرية.
صافي أوضح أن فكرة تنظيم المخيمات أخذة بالتوسع لدى الفصائل الفلسطينية المختلفة في غزة، فليست مقتصرة هذه المخيمات على حركة حماس وحدها، بل تعمل حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر فصيل عسكري ومدعومة بشكل أساسي من إيران، على إقامة أكثر من مخيم في قطاع غزة للعام الثاني على التوالي.
وأضاف أن من أسباب ازدياد اعداد المشاركين خاصة هذا العام في هذه المخيمات، يعود إلى رغبة الاطفال لخوض تجرية التدريب على السلاح، بعد أن خرجوا مطلع هذا الصيف من عدوان إسرائيلي رافقه عمليات نوعية من قبل المقاومة ضد إسرائيل، زرعت المشاهد التي بثت عبر الفضائيات والمواقع الاخبارية حب المقاومة والجهاد في نفوس الأهالي والشباب والأطفال، لذلك فاقت أعداد المشاركين في المخيمات.
كما لفت إلى أن إسرائيل تخشي من إقدام حماس والفصائل الأخرى على تنظيم مثل هذه المخيمات، التي تعلم الشباب والأطفال على قتال العدو ونبذ الكراهية لإسرائيل واصفاً إياها بالمخيمات الإرهابية، فإسرائيل تخرج من كل حرب وتعتقد أن حماس ضعيفة، لكن المنهج الذي تتبعه حماس بالتحديد عن باقي الفصائل، يزعج إسرائيل كون أن التجنيد في صفوفها اختياري وليس اجباري، ومع ذلك يلتحق في صفوفها الكثيرين.