أكد المدير الفني الألماني السابق لمنتخب إيران بكرة القدم “وينفريد شيفر”، عدم مقابلته على الإطلاق بأي شخص يؤيد النظام الحالي في إيران، لافتاً إلى أن كل من قابلهم كان يسيطر عليهم الخوف بدرجة يصعب تصورها.
وقال “شيفر” خلال مقابلة مع موقع “t-online” الألماني: “في غضون عامين، لم أقابل شخصًا يحب النظام الحاكم في إيران، مع ملاحظة أني أتحدث عن أشخاص من خلفيات مختلفة تماماً، مثل الأكاديميين ورجال صناعة ولاعبي كرة قدم وسائقي سيارات الأجرة وحتى الوزراء”.
وأضاف المدرب الألماني: “الأشخاص الذين قابلتهم، سواء كانوا شبابا أو من كبار السن، لا يتفقون على الإطلاق مع النظام الحاكم”، مؤكداً أن الشعب الإيراني يؤيد السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب الرياضية ومشاهدة مسابقات الرجال بحرية.
إلا أنه يرى بأن ردة فعل الفيفا على وفاة “الفتاة الزرقاء” التي انتحرت بسبب منعها من دخول الملاعب لحضور مباراة لم يكن كافيًا، مشدداً على ضرورة أن يصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” إنذار واضح، و أن يطالب بمنح حق المساواة للمرأة أو الاستبعاد من المسابقات الدولية.
كرة القدم سياسية للغاية في إيران، حيث توجد بعض الأندية التي تجسد مواقف سياسية، فيما تمثل بعض الأندية أقليات عرقية، ولقد كانت مباريات كرة القدم لسنوات عديدة، هي الطريقة الوحيدة للتجمع والاحتجاج في الأماكن العامة، بحسب الألماني “شيفر”.
مضيفاً: “على سبيل المثال نادي استقلال، الذي أسسه الشاه يرمز إلى الأيام الخوالي، ولهذا فهو يحظى بملايين من المشجعين حيث إن نادي استقلال هو رمز لإيران أخرى”.
واستنفر الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد إيران في شهر سبتمبر الماضي، على خلفية إقدام شابة ملقبة بـ “الفتاة الزرقاء” على حرق نفسها أمام محكمة إيرانية، بعد حبسها لمدة 6 أشهر إثر محاولتها الدخول الى ملعب في طهران متنكرة بزي رجل، حيث وجه “الفيفا” إنذار لإيران بالسماح للنساء بدخول الملاعب، أو فرض عقوبات عليها.
الامر الذي أجبر إيران على الرضوخ لطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالسماح للنساء بالدخول إلى الملاعب وحضور المباريات، حيث خصصت 4.600 تذكرة للمشجعات، بهدف حضور مباراة منتخب إيران مع كمبوديا على ستاد آزادي في طهران، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأسي العالم وآسيا المقبلين.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي