مرصد مينا – سوريا
أفادت مصادر حقوقية سورية، بأن قوات أمن النظام مدعومةً بقواتٍ من الشرطة الروسية، اعتقلت أمس الأحد، 19 موظفاً في جمعية البستان، التي يديرها رجل الأعمال السوري، وابن خال رئيس النظام، “رامي مخلوف”، وذلك عقب ساعات قليلة، من بث الأخير فيديو تحدث فيه عن مخطط يقوده من وصفهم “أثرياء ما بعد الحرب”، بمحاولة السيطرة على شركة سيرياتيل للاتصالات وطرده منها.
كما أشارت المصادر إلى أن عمليات المداهمة والاعتقال شملت عدة مدن، بينها دمشق واللاذقية وحمص، لافتةً إلى أن قوات أمن النظام بررت حملتها بأنها تأتي ضمن حملة لمكافحة الفساد.
وكانت الأسابيع الماضية، قد شهدت تصاعداً للخلافات بين “مخلوف”، الذي كان يعتبر الذراع الاقتصادية “للأسد”، وقيادات النظام، ما دفعه إلى تسجيل عدة فيديوها اتهم خلالها جهات معينة في الدائرة الضيقة لرأس النظام، في إشارة إلى زوجة الرئيس “أسماء الأخرس”، لمحاولة السيطرة على أموال البلاد.
إلى جانب ذلك، أشارت المصادر إلى أن إجمالي عدد المعتقلين من موظفي شركات “مخلوف” وصل إلى 60 شخصاً، منذ نهاية نيسان الماضي، وصولاً إلى الحملة الأخيرة، التي تمت أمس، الأحد.
وهدد “مخلوف” ضمنياً، خلال الفيديو الأخير، بمزيد من التصعيد ضد النظام في حال استمرار الحملة ضده، وأن من يقومون عليها ويديرونها لن يتمكنوا من تحمل العواقب، خاصة وأنها قد توصل إلى انهيار الاقتصاد السوري ككل، على حد قوله، وسط تجاهلٍ كامل لذكر اسم رأس النظام “بشار الأسد” خلافاً للفيديوهات السابقة، التي دأب خلالها على مناشدته التدخل لوقف تلك الحملة.
في غضون ذلك، يرى مقربون سابقون من النظام، في مقدمتهم رجل الأعمال ونجل وزير الدفاع الأسبق، “فراس طلاس”، أن فيديوهات “مخلوف” تسعى لشق البنية الحاضنة للنظام خاصةً في منطقة الساحل، مشيراً إلى أن تلك الفيديوهات قد تكون بالفعل بدأت بالوصول إلى ما أهدافها.
كما يعتبر محللون سياسيون أن رسائل “مخلوف” في فيديوهاته تركز على فكرة أن “بشار الأسد” لم يعد حاكماً فعلياً للبلاد، وأنها اليوم تدار بلوبي تقوده زوجته “أسماء الأخرس” وأفراد عائلتها، في عملية انتقال للسلطة السياسية والمالية، قد تنهي الإمبراطورية القديمة، التي أسسها حافظ الأسد، وتؤسس لولادة حكم جديد، يقودهمن أسماهم “مخلوف” بـ “أثرياء ما بعد الحرب”..