مدعي الجنائية الدولية يلتقي مسؤولين سوريين لبحث جرائم نظام الأسد

مرصد مينا

وصل فريق من محكمة الجنايات الدولية برئاسة المدعي العام كريم أحمد خان إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم الجمعة، في زيارة هي الأولى من نوعها تهدف إلى النظر في ملفات جرائم الحرب المرتكبة خلال النظام السابق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن خان التقى قائد الإدارة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن هذا اللقاء جاء لبحث خيارات العدالة المنشودة في لاهاي لضحايا الحرب التي شنها نظام بشار الأسد ضد معارضيه وخلفت أكثر من نصف مليون قتيل وأكثر من 10 ملايين لاجئ ونازح.

ويتوقع أن تهدف الزيارة إلى بحث القضايا الكبرى التي ينتظر أن ترفعها الإدارة الجديدة ضد عناصر وقيادات نظام الأسد وارتكابهم لجرائم حرب، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. 

وذكر مكتب خان إنه قام بالزيارة بناء على دعوة من الحكومة الانتقالية السورية لتقديم الدعم لها لضمان المساءلة عن الجرائم التي تم ارتكابها في البلاد.

كما تأتي هذه الزيارة بعد إعلان الحكومة الانتقالية في سوريا عن سعيها لمحاسبة مرتكبي الجرائم التي وقعت خلال حكم النظام المخلوع، مشددة على الحاجة إلى دعم دولي في هذه المهمة.

وكانت منظمة “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد وثقت الشهر الماضي انتهاكات جسيمة ارتكبها النظام السابق، بما في ذلك مقتل نحو نصف مليون سوري بينهم أكثر من 23 ألف طفل، بالإضافة إلى اختفاء قسري لنحو 96 ألف شخص وتعرض عشرات الآلاف للتعذيب حتى الموت.

الحكومة الانتقالية أكدت أنها ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وطالبت بتعاون الدول لتسليم المطلوبين المتورطين في جرائم حرب ممن فروا إلى الخارج.

كما شددت على أهمية الحفاظ على الأدلة والوثائق المتعلقة بالانتهاكات، محذرة من نبش المقابر الجماعية أو العبث بمحتويات السجون والمعتقلات، خاصة تلك التي عُرفت بممارسات التعذيب مثل سجن صيدنايا.

إلى ذلك، كشفت السلطات الجديدة في سوريا عن العثور على مقابر جماعية ومعتقلات ضمت جثثاً لمعتقلين سابقين في مستشفى حرستا قرب دمشق.

وسط هذه التطورات، أكدت مصادر دولية وأممية أن تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا يُعد ضرورة ملحّة لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر الماضي وتولي الإدارة الجديدة السلطة.

Exit mobile version