مرصد مينا
اعتذر مرشح “تحالف الأمة” للرئاسة التركية، كمال كليتشدار أوغلو، عن وقوفه بحذائه على سجادة صلاة خلال برنامج إفطار في اسطنبول.
هذه الحادثة أثارت جدلا واسعا بعد ان انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة له ولعدد من أعضاء حزب الشعب الجمهوري وهو يقف على سجادة الصلاة بحذائه.
وبعد الانتقادات الموجهة له، كتب كليتشدار أوغلو تغريدة قال فيها: “أنا حزين، حزين جدا لأنني لم أستطع رؤية السجادة، لا أرغب أبدا بجرح أي شخص في العالم، ولا سيما شعبي، وهنا أترك الذين يحاولون استغلال هذه الحادثة وأدواتهم التحريضية لضمير ووجدان أمتنا”.
وردا على تغريدة كليتشدار أوغلو، تساءل وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك في تغريدة على “تويتر”: “كمال كليتشدار أوغلو لم ير السجادة، وجنان كفتانجي أوغلو لم ترها، ولا السيدات اللاتي كنَّ بجانبه، حتى المصور لم يرها، وأعضاء حزبه الذين في المكان لم يروها؟”.
الوزير التركي أردف: “إذا كان هؤلاءالأشخاص، الغريبون عن قيم شعبهم، سيحكمون البلاد، فهل سيحترمون هذه القيم ويراعونها؟”.
بالمقابل رأى أنصار أوغلو أن السجادة بحد ذاتها غير مقدسة وأن الأمر لا يستحق كل الضجة التي أثيرت، وفي هذا السياق قال القيادي في حزب الجيد إبراهيم أوزكان في تغريدة على “تويتر”: “وقت الصلاة تعتبر سجادة، ولكن بعدها تصبح بساطا.. لا يوجد قداسة أو ذنب هنا.. أنصحكم بقراءة سورة الماعون، لقد بالغوا في حزنهم، هذه ليست أخلاقا سياسية”.
من جهتها قالت الكاتبة التركية سيفدا تركوسيف، إلى في تغريدة: “سجادة الصلاة نفسها ليست مقدسة، ولكنها تستخدم للعبادة المقدسة، ويجب أن تكون نظيفة، واحترامها شرط”.
الكاتبة كوبرا بار بدورها قالت في مقال إنه لا يمكن تبرير ما جرى، موضحة: “في مجتمع يتمتع بحساسية دينية عالية مثل تركيا، من الخطأ الكبير أن يخطو مرشح رئاسي على سجادة صلاة بحذاء في رمضان.. هذه فضيحة أكثر من خطأ فاضح”، موضحة أن الأمر لا يتعلق فقط بالدوس على سجادة الصلاة بالأحذية، فهناك مسألة رمزية، وهذه الصورة تعد دليلا على ادعاء يتم تداوله منذ سنوات، بأن حزب الشعب الجمهوري بعيد كل البعد عن الدين.
وتابعت بأن آلاف الناخبين من المحافظين المترددين، والذين يبدون ترددا في التصويت لصالح حزب الشعب الجمهوري أو كليتشدار أوغلو، سيبتعدون عن المعارضة كلها بسبب الصورة.
وأشارت إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بالمحافظين المترددين، فقواعد الأحزاب المحافظة في “تحالف الأمة” غاضبة من ذلك.
ولفتت إلى أن مشروع قانون الحجاب، ودعوات المسامحة، وتوجيه النداء للشابات المحافظات، وغيرها من المبادرات التي أطلقها كليتشدار أوغلو، والتي لم تحدث تأثيرا كافيا، تفقد مصداقيتها تماما بعد هذا الحدث.
وتابعت بأن حزب العدالة والتنمية لم يعد بحاجة إلى عمل ملصقات انتخابية أخرى، وإذا خسر كليتشدار أوغلو الانتخابات، فعلى المستشارين الحكماء الذين اقترحوا له حملة الـ418 مليار دولار ضد أردوغان، أن يضعوا أمامهم هذه الصورة صباح 15 أيار/ مايو ويفكروا لمدة طويلة.