fbpx

مزارات العلويين.. من كاشف للكذب إلى (محبّل) للنساء ومقامات لا تجف دمائها

تعج المدن والقرى السورية وضواحيها بالمقامات والمراقد الدينية التي يعتبرها البعض قداسة واماكن للعبادة والتخلص من الامراض لاسيما في المناطق النائية مثل محافظة الرقة وأرياف حماة وادلب لكن الانتشار الاكبر لتلك الامكان وبعدد غير معقول كان من نصيب ارياف اللاذقية وطرطوس حيث استجد الكثير من تلك المقامات والمزارات في العشر سنوات الماضية لتتحول الى مقصد للكثير الذين يبتغون الشفاء  من الامراض و الاحتكام  في مشاكل عالقة اغلبها خاصة بالشرف من جهة اخرى، ولعل التدخل الايراني الشيعي المتواصل منذ سبعينيات العام الماضي شجع مثل هكذا عادات بهدف نشر المذهب الشيعي الذي تبتغي طهران من خلفه السيطرة السياسية والمجتمعية اكثر من الدينية. فما هو أصل تلك المقامات والمزارات وما راي السكان بها وماهوا تاريخها وماهي نظرة نظام الاسد لها وما الدور الايراني فيها ومارأي القانون السوري في الاحكام المنطلقة من تلك المزارات؟

  • أهم المزارات في الساحل السوري:

يتخطى عدد المزارات والاضرحة في المنطقة الساحلية بسوريا وحمص وحماة التي يقدسها المسلمين العلويين 400 مزار بحسب المراجع العلوية والمواقع على الانترنيت ولعل اهم تلك المزارات واشهرها لدى العلويين هو مقام الشيخ يوسف الرداد وهو بقرية عرقايا غرب حمص – مقام الشيخ أحمد الجزري في قرية بلقسه غرب حمص، مقام الشيخ أحمد قرفيص في قرية قرفيص جبلة – مقام الشيخ منصور الغرابيلي غربي حمص  – مقام الشيخ حسن الصويري على طريق مصياف – الدريكيش  قرية حصن سليمان  –  مقام الشيخ حسن بالوطا بطرطوس على طريق اللاذقية  – مقام الشيخ علي البحري في طرطوس  –  مقام الشيخ معلا ربيع في قرية بيرة الجرد طريق مصياف-الدريكيش –  مقام الشيخ عباس سلمان في قرية المشرفة- مصياف – مقام النبي متـّه .. الدريكيش – قرية بنمرة – مقام النبي صالح قرية عين الشمس، طريق مصياف الدريكيش-     مقام الشيخ علي بن هدوان قرية عين الشمس – مقام النبي عزار مصياف – قرية الحكر – مقام الشيخ محمد السايح بقرية المخرم – حمص – مقام الشيخ محمد العجمي بقرية الصابونية – حمص. – مقام الإمام علي زين العابدين عليه ومنه السلام على طريق حمص- حماه-   مقام سيدنا الخضر في قرية الطليعي. – مقام الشيخ محمود بالقصير، طريق مصياف القدموس بجانب قرية الحاطرية وعين حسان – مقام الشيخ عبد الله الضاهر بضيعة كرتو  مصياف – مقام و مسجد الشيخ حسن الدرسيني قرية قرفيص – مقام الشيخ مقبل القرداحة في بلدة القرداحة – علي زين العابدين ،في قرية بلوزة ،بانياس – مقام زين العابدين في ريف حماة – مقام الشيخ يوسف بربعو (أبو طاقة) مصياف  حيث تعد تلك المزارات الاهم بين 487 مزار لدى العلويين كما اضاف الايرانيين لدى دخولهم لسوريا عدد من المزارات والاضرحة الذين قالو انها كانت مخفية ايام الامويين في منطقة السيدة زينب في دمشق و مقام علي بن الحسين في ريف دمشق وعدد غير متناهي في حلب والرقة.

  • للشيخ الواحد أكثر من مزار واحد:

يؤمن العلويين الى حد كبير بزيارات المقامات وضرورة الاهتمام بها والتقرب منها لما لها دور في حياة الفرد والمجتمع والحياة بعد الموت بحسب الباحث التاريخي بديع العمر الذي أكد ان للعلويين كتب منها (الجفر – و كتاب عقيدتنا وواقعنا نحن المسلمين الجعفريين العلويين للشيخ عبد الرحمن الخير، وجوامع الكون والفساد كتاب اخوان الصفا والتوحيد العلوي لمحمد عبد الحميد الحمد و موروث الامام).. كتب   فيها الكثير من الأحاديث المتواردة عن الصحابي علي بن ابي طالب وربما اكثرها لم يتم التأكد منها تدعو المسلمين لزيارة قبور الصالحين والتقرب منها والاحتكام لها وقت الحاجة. ويضيف العمر انه ربما يكون للإمام او الشيخ أكثر من ضريح فغالبا يكون له ضريح في تركيا وسوريا ولبنان وربما يكون له مزارات عدة في ذات الدولة مثل الامام زين العابدين في حماة واللاذقية. ويتابع العمر ان العلويين يقيمون النذور والاطعمة الفاخرة وكثيرا ما يقدمون تبرعات لصاحب الضريح بقصد مساعدتهم في حياتهم ومماتهم، ويلفت الى ان أكثر مزار تم قصده، وكان اكثر تميزا لدى العلويين هو مزار الشيخ يوسف بربعو المعروف بأبو طاقة الواقع في قرية كرتو بقضاء مصياف والذي يقصده العلويين من تركيا ولبنان وسوريا بكثرة للاحتكام على خلفاتهم. وبحسب العمر فان المقام عائد لرجل يعده العلويين صالحا في حياته اذ يقع مزار الشيخ يوسف بن عفيف الدين من آل جعفر بن أبي طالب المعروف شعبياً بلقب “أبي طاقة” في قرية “ربعو” شرق مدينة مصياف في ريف حماة وهو أحد أولياء الطائفة العلوية وتوفي عام 450 للهجرة وتقول الرواية الشائعة إن هذا المزار الديني بُني على إثر رؤيا لأحد زعماء الطائفة العلوية من عائلة علي الأيوبي في مصياف. وقد كان الأخير يعاني مرضاً عضالاً فأتاه الشيخ يوسف في منامه قائلاً: “شيّد فوق مقامي قبّة تبرأ من دائك”. وهكذا كان وصار مقام “أبو طاقة” مقاماً دينياً يقصده أبناء الطائفة العلوية وذلك بعد أن اشتهرت “طاقته” بقدرتها على كشف الكاذبين مهما حاولوا إخفاء كذبهم وقد توالى على خدمة المقام شيوخ الطائفة العلوية يتم تعيينهم بإجماع شيوخ العشائر الإثنتي عشرية وبشكلٍ سري طبعاً. أما الطاقة التي يأخذ المقام اسمه منها فهي عبارة عن كوّة في جدار القبة الجنوبي بطول 32 سم وعرض 23 سم. ويأتي إليها الناس من جميع أنحاء سوريا للفصل القاطع في قضية شرف أو نزاع أو سرقة أو حتى جريمة قتل، فيقسم المتهم أمام صاحب الحق ثم يُدخل جسده في فتحة الطاقة المتصلة بداخل المقام. وبحسب الاعتقاد الشائع فإن كان صادقاً يتمكن من الخروج من فتحة الطاقة المطلة على خارج المقام مهما كان جسده ضخماً أما إذا كان كاذباً فإن الطاقة ستضيق عليه وتحجزه مهما كان جسده نحيلاً ولن يتمكن من الخروج إلى أن يقول الحقيقة. وبحسب العمر أن العلويين لا يترددون في ارتكاب حكم الاعدام بالمتهم الذي لم يستطيع النفاذ من الطاقة بعد تصديق عدد من الشيوخ المعروفين والمسؤولين عن خدمة المزار. وغير بعيد عن مزار الشيخ يوسف بربعو أبو طاقة يوجد مقام الشيخ أحمد قريفيص في منطقة جبلة بريف اللاذقية الذي يعده العلويين أبو النذور ففي هذا المزار وحسب الثقافة الدينية للعلويين ينذر الشخص لصاحب المقام بالذبائح من الغنم والبقر إن تحقق حلمه سواء بسلامة من مرض أو تحقيق نجاح في الحياة، ويسمى مقام الشيخ أحمد قريفيص بالمقام الذي لا تجف دمائه من كثرة ذبح النذور عند القبر ووضع الذبيحة في المزار دون ان يأخذ منها صاحب النذر أي غرام من لحمها، كما يوجد هناك مقام الشيخ مقبل القرداحة المسؤول عن مساعدة النساء التي لا ينجبن بعملية الحمل والانجاب بحسب معتقد العلويين. كما لمقام زين العابدين بحماة أهمية كبيرة لدى الشيعة والعلويين على حد سواء فافي مكان المقام المرتفع تقام الاحتفالات والطقوس الدينية والذبائح قبل ان تحتل قوات النظام التلة الموجود فيها القبر وتحولها لمرصد ومركز لمدفعيتها في العام 2015. وفي هذا المقام ايضا كانت تقام المحاكم من قبل الشيوخ المسؤولين عن المقام اذ يحضر أطراف الخلاف بكامل رضاتهم الى مقام زين العابدين للاحتكام لدى الشيوخ في الجرائم والجنح. يعتمد المشايخ في هذا المقام على التداول في الجريمة وابعادها ضمن جلسة تستمر 5 ساعات يستحضرون فيها الاحكام بحسب معتقدهم من روح الامام زين العابدين الذي يدلهم على علاقة الشخص بالجريمة او براءته

  • منظومة الأسد والمزارات:

شجع نظام الأسد الأب عن طريق أجهزته المخابراتية والجاسوسية فكرة بناء المزارات والتصوف وعبادة القبور بحسب المحامي عبد الناصر حوشان الذي اكد ان الاذرع الامنية لنظام الاسد اولت اهتمام كبير للأضرحة وخدمتها واختراع القصص الخيالية والتقرب من الشيوخ القائمين على خدمة المزارات وتخصيص رواتب مالية لهم لاسيما المقربين من طائفة النظام الذين أوجدوا لنفسهم قداسة مرتبطة بقداسة صاحب المزار كالشيخ عبدالله السعيد بحماة الذي حضي بدعم كبير من بشار الاسد اضافة للشيخ سلمان العلي من مصياف و راجح الاحدب من اللاذقية وحول هذا التقارب والدعم يقول حوشان ان نظام الاسد شجع بناء المزارات الدينية والنحيب حول منها والاعتقاد بها لصرف نظر عامة الناس عن هموم حياتهم وفساد السلطة والابتعاد عن الحياة السياسية ليجد عامة الناس في المزارات متنفس كبير في هموم حياتهم مما جعلهم يعتقدون انه برضى صاحب المزار والقبر تتحسن احوالهم الحياتية والمعاشية ليتناسو ان الاسد واجهزته الامنية هم المسؤولين عن الفقر المدقع الذي يحيط بهم،  ويلفت حوشان ان نظام الاسد حارب الكتب التي تحارب الفكر الصوفي والعلوي وتبرز اخطائهم ليبقى المجتمع غارقا في اتون الخزعبلات والخرافات التي ابعدت 40% من المجتمع السوري عن الصورة الحق للدولة والفئة الحاكمة، ومن الملاحظ منذ تسعينيات القرن الماضي ان عبادة القبور وزيارة الاضرحة لم تعد مقتصرة على العلويين بل انتشرت في مناطق المسلمين السنة والإسماعيليين مثل مقام جابر ابن عبدالله الانصاري في بلدة الزيارة ومقام الشيخ خلف في محافظة الرقة اللذان تحولا الى مقصد للمسلمين السنة في التبرك والنذور والنحيب وطلب الاستشفاء والمحاكم العرفية التي دخلت في القانون السوري عرفيا.

  • موقف القضاء من المزارات:

بهذا الصدد يتحدث النائب العام المنشق عن نظام الاسد القاضي ط .ع قائلا ان النظام السوري ادخل القوانين الصادرة عن المزارات برضى الطرفين قانون عرفي يحتكم به أبناء المناطق وابرزها مقام ابو طاقة الذي تحول الى ساحة محكمة يحضرها القاضي والمحامي في كثير من الاحيان لا سيما في صيف العام 2006 حيث دعاني احد الزملاء لقرية كرتو بريف حماة لحضور محكمة  لاحد المتهمين الذي انكر تهم سرقة موجه له  في المحكمة ليطلب القاضي المنحدر من ريف طرطوس من المتهم والهيئة القضائية التوجه لمقام ابو طاقة وبالفعل حضرت المحكمة التي كانت اشبه بالاستخفاف بالعقل حيث دخل المتهم البدين الطاقة ولم يستطع الولوج منها ليثبت القاضي حكمه ضده ويأمر بحبسه، ويضيف النائب ان نظام الاسد قصد من تلك المحاكمات ابراز دور التسلط الديني ودعم مبدا المزارات وضرورة دخولها في حياة السوريين الذي اصبح البعض منهم يعترف بالذنب عند تهديده بأبو طاقة او زين العابدين، وبالمحصلة فالقانون السوري اتخذ من احكام المزارات حكم عرفي مناطقي  متبع اذا تراضى الطرفان بالاحتكام لديها، ويؤكد ان حالات اعدام حصلت في مصياف وطير جنة بحماة و جبلة وريف اللاذقية في تسعينيات القرن الماضي بحق فتيات اتهمن بالزنة ولم تتدخل الاجهزة الامنية والقضائية في سوريا بتلك الجرائم بحجة انها متبعة في عرف المنطقة ، ولعل السبب كان ابعد من ذلك اذا ن الاسد الاب اوجد مقصلة اخرى لرقاب السوريين تحت مسمى الجزاء الديني وهذا الامر باطل في القوانين المتبعة في القانون السوري الذي يجرم كل عقوبة قتل تحت أي بند كانت منفذة من قبل أشخاص.

  • مزارات الإيرانيين في سوريا:

منذ تدخلهم العلني العسكري والديني في سوريا وجد الايرانيون في المنطقة الساحلية وسهل الغاب في سوريا فكر مستعد لتشرب التعاليم الدينية الشيعية اذ ان اغلب سكان تلك المناطق يدينون بالديانة العلوية القريبة نوعا ما من الشيعة. عمل الايرانيون على بناء المزارات وفرز مخصصات مالية لها كما في منطقة سحلب ومصياف بحماة حيث بنى الايرانيون مزارات لآل البيت وسموها بأسماء مختلفة بدأت البعثات الدينية الايرانية منذ العام 2013 ببث الفكر الشيعي عن طريق ندوات في تلك المزارات والاضرحة التي نجحت في ايجاد فئة من السوريين يتبعون لإيران بشكل مطلق بحسب الناشط علي ابو الفاروق الذي اكد ان الايرانيين اتخذوا من  مدن سلحب ومصياف مراكز عسكرية ودينية لهم ثبتوا قدمهم بواسطة الخطاب الديني الذي تحول الى خطاب تاريخي عن المزارات التي بناها الايرانيون هناك وكيف ان اصحاب هذه المزارات اسسوا  الديانة الشيعية في المنطقة والتي انقطعت عن سوريا فترة من الزمن وعادت محرفة للعلوية واليوم عادت الامور الى نصابها. يقول ابو الفاروق انه لا يقل عن 32 الف رجل وامرأة تركو العلوية واتبعوا المذهب الشيعي المرتبط بقم وايران واليوم جلهم ميليشيات تحت امرة قيادات ايرانية، ويلفت ابو الفاروق انه بالإضافة لمزارات السيدة زينب بدمشق والسيدة سكينة بداريا ومشهد الحسين في حلب، تنتشر في المنطقة الساحلية ومنطقة الغاب الكثير من المزارات والمراقد الشيعية اهمها الحسن الاعظم ويد الله الحسيني و محمد الباقر الاصغر، حيث اخترع الايرانيين تلك الاسماء واماكنها في سلحب ومصياف ليثبتوا للسكان في اجتماعاتهم في تلك المزارات ان التشيع هو الحل لتخليصهم وتغلبهم في الحرب الدائرة في سوريا ، وينوه ابو الفاروق ان الكثر من المؤسسات والمراكز الشيعية في اللاذقية هي الراعي الاول لفرز رجال الدين الشيعة وتزويدهم في الخطاب الديني ومن اهم تلك المؤسسات:

  • جامعة الرسول الاعظم وتقع في مشروع الشريتح تم افتتاحها في عام 2006 يقدر عدد طلابها حوالي 5000 طالب.
  • كلية الشريعة في جامعة اللاذقية التي تم تخصيص قسم منها للدراسات الشيعية في العام 2007.
  • مسجد الرسول الاعظم الواقع بالقرب من جامعة الرسول الاعظم يتم في هذا البناء ممارسة الطقوس الشيعية كما يمنح الإيرانيون المشرفين على ذلك المسجد الزوار والمتممين للطقوس جوائز مالية يقدر عدد الوافدين الى المسجد بألف شخص كل أسبوع.
  • حوزة الرسول الاعظم في حي الازهري في اللاذقية حيث تم بنائها في 2013 على رقعة ارض للوقف السني يشرف عليها رجل دين عراقي يدعى ايمن زيتون.
  • المدرسة الشرعية الشيعية التي احدثت في قرية راس العين بريف مدينة جبلة بالعام 2017 وهي تتبع لوزارة الاوقاف ترتبط بمسجد الرسول الاعظم في اللاذقية ويرتادها العلويين والشيعة.

ومن خلال تلك المراكز والهيئات الدينية والفكرية تعمل إيران على نشر المذهب الشيعي وتشجيع فكرة المزارات والثأر لا صحابها التي دثروها المسلمين السنة وخربوها كما فعلت داعش بالمقامات في الرقة واوجعت الشيوخ وال البيت الموجودين في الاضرحة وكشفت حرماتهم. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى