مرصد مينا
تساءل سفير إسرائيل الأسبق في القاهرة إسحاق ليفانون هل آن الأوان لعقد اتفاقات سلام مع الشعوب العربية لا مع الأنظمة وذلك في مقال له في صحيفة “معاريف”.
وجاء ي مقالة ليفانون: “إن 45 سنة مرت على زيارة تاريخية للرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل، وإنه مع صعود السادات إلى الحكم بعد وفاة جمال عبد الناصر، ساد إحساس بأنه، وبسبب شخصيته الداكنة وضعفه، لن يبقى السادات في الحكم لأكثر من بعة أشهر، لكنه فاجأ إسرائيل وهزها مرتين: الأولى في حرب يوم الغفران، حيث نجح السادات في دفع إسرائيل إلى الوراء عن ضفة قناة السويس ونال لقب بطل العبور وكانت الهزة الثانية مع مجيئه إلى القدس، بخلاف رأي كل الدول العربية”.
ليفانون تابع: “رغم النصر العسكري اللامع للجيش الإسرائيلي في حرب 1973، كان السادات هو المنتصر في المجال السياسي. فقد حرك مسيرة معقدة وحقق كل مسعاه، الأمر الذي انتهى باتفاق سلام. وهكذا أضيف له لقب جديد: “بطل السلام”. لافتا إلى أنه في نظر السادات، لم يقف اتفاق السلام مع إسرائيل على ساقيه بحد ذاته، كان الاتفاق جزءاً من رزمة تسمى “اتفاقات كامب ديفيد” التي تقف على ساقين ترتبطان كرزمة واحدة. إحدى الساقين هي التسوية مع إسرائيل، أما الساق الأخرى فهي حل المسألة الفلسطينية.
ويخلص ليفانون إلى أنه “حتى بعد 45 سنة من مجيء السادات إلينا، ترى مصر نفسها ملتزمة فقط وحصرياً بكامب ديفيد. هذا يفسّر الكثير من الأمور، ويفسّر سبب عدم تغلغل السلام إلى الشعب نحو الأسفل، ويشرح لماذا تشترط مصر التطبيع بالتقدم في المسألة الفلسطينية، ويشرح لماذا تؤيد القاهرة بشكل كامل موقف الفلسطينيين من التسوية الدائمة. أقوال السادات في الكنيست في زيارته الشجاعة عندنا، تلزم الحكم المصري اليوم أيضاً”. ويعتبر ليفانون أنه ينتج عن هذا أنه إذا ما حلت القضية الفلسطينية، كما اتفق عليه في كامب ديفيد، على حد فهم مصر، حينئذ من المعقول للغاية أن نرى السلام بين الشعوب وليس فقط بين الزعماء”.
ويضيف: “حتى اليوم، يحتفل المصريون ويبرزون ذكرى حرب 1973، ألا وهو حرب يوم الغفران عندنا، أما نحن فلا نزال نبحث ونحلل ما الذي حصل في تلك الحرب الرهيبة. بالنسبة لمجيء السادات إلى القدس، نفرح ونسعد باتفاق السلام، بينما تشعر مصر من ناحيتها أن إسرائيل لم تنفذ ما اتفق عليه في كامب ديفيد”.
السفير الإسرائيلي السابق إسحاق ليفانون يخلص للقول والتساؤل: “معروف اليوم أن لإسرائيل اتفاقات مشابهة مع المغرب والسودان والأردن والإمارات والبحرين. السؤال الذي يطرح نفسه هو: بعد نحو يوبيل من السنين على زيارة السادات الصادمة، هل سنواصل الوضع الحالي الذي نستمر فيه في خلق العلاقات مع الزعماء فقط، أم أننا سنغير المعادلة كي يتغلغل هذا إلى الشعب أيضاً؟”.