“مستعد للموت في سبيل قضيتي”.. ضغوط إيرانية لملاحقة الشيخ ياسر عودة

مرصد مينا

تعليقاً  على قرار عزله من قبل هيئة التبليغ الديني في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، قال الشيخ اللبناني ياسر العودة “مستعد أن أموت في سبيل القضية التي أحملها ومواجهة الفاسدين”. وانتقد بعض رجال الدين في المجلس الشيعي الذين “يفسدون في ملفات عدة ولا يهتمون بأمور الناس”، وفق تعبيره.

وكانت رئاسة المجلس الشيعي نقضت قرار هيئة التبليغ ورفضت قرار عزل رجال الدين وألغته، وأشار عوده أن القدسية هي “للفكر وليس للعمامة”.

في السياق نفسه ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن شخصيات من حوزة النجف وسياسيين من قوى عراقية مدعومة من إيران، تدخلت للضغط على عودة الذي  أثار غضبا في العراق ولبنان بسبب مهاجمته للفساد ورموزه في البلدين، مؤكدا أنه لا يخشى على حياته من القتل.

وفي التقرير الأمريكي اشار الى ان الشيخ ياسر عودة اشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، من خلال انتقاداته للفساد في العراق ولبنان، كما انتقد اللجوء إلى العنف ضد معارض جماعات واحزاب لبنانية وعراقية. وفي المقابلة مع الوكالة الأمريكية، قال الشيخ عودة أنه لن يتراجع حتى لو كلفه ذلك حياته. 

التقرير لفت إلى أن تصريحات عودة جاءت بعد يومين على إصدار دائرة داخل “المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان”، وهي تعتبر اعلى سلطة دينية شيعية في لبنان ، بيانا ذكر أسماء 15 من رجال الدين، بينهم عودة نفسه، والذين قالت انهم غير مؤهلين لتقديم الإرشاد الديني. لكن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اصدر لاحقا بيانا رفض فيه الموقف الذي اتخذته المديرية العامة للدعوة الدينية، باعتبار أنه لا يمثل موقف المجلس.

وخلال مقابلة معه في منزله المتواضع في أحد أحياء منطقة ضاحية بيروت الجنوبية، قال عودة “لا أعترف بالمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى”، مضيفا أنه يرفض “فساد السياسيين الذين تحميهم السلطات الدينية”، في اشارة واضحة الى المجلس.

وذكر التقرير ان احد اكثر تعليقات عودة قسوة والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت غضب سياسيين لبنانيين وعراقيين، وذلك في خطاب ألقاه أواخر الشهر الماضي، حيث قال فيه إن “من يدافع ولو بكلمة واحدة عن اي نائب او وزير او زعيم في لبنان او العراق، فهو كاذب وفاسد وشريك معهم”.

ونقل التقرير عن عودة قوله “انتشر هذا الخطاب في العراق وأثار غضب السياسيين والمنتفعين وخاصة بين الشيعة”، متسائلا كيف يمكن أن يكون للدولة الغنية بالنفط بنية تحتية منهارة بينما العديد من مواطنيها في الفقر.

بحسب الوكالة فإن عودة انتقد أيضا بعض الزعماء الدينيين في الحوزة في النجف، وهو ما أثار غضب بعض الشخصيات التي تتمتع بالنفوذ في المدينة التي تضم أحد أقدس الأضرحة لدى الشيعة. ونقل  التقرير أيضا عن مسؤول عراقي في بغداد قوله ان بعض رجال الدين في النجف طلبوا منع الشيخ عودة من الإدلاء بتصريحات علنية. كما نقل عن مسؤول آخر قوله إن بعض كبار أعضاء القوى المدعومة من إيران وبعض السياسيين، أرسلوا شكاوى الى بيروت عبر ممثل حزب الله في العراق الشيخ محمد كوثراني، مطالبين بتهميش عودة.

 التقرير لفت إلى أن حزب الله ينفي أي تدخل من جانبه في قضية عودة قائلا ان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان هو المسؤول.

لكن التقرير أشار إلى أن عودة يتحدث عن ضغوط كبيرة تمارس عليه في لبنان من جانب حزب الله وحركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأشار الى الحزبين باسم “الثنائي الشيعي”، مضيفا انهما “يمنعان اي انتقاد”.

وتابع التقرير؛ أن الشيخ عودة أيد تظاهرات الاحتجاج التي اندلعت في العراق ولبنان في العام 2019 ضد الفساد. ونقل التقرير عن عودة قوله إن “الثنائي الشيعي لا يحبني لأنني اتهمهم بسوء الادارة والفشل والمشاركة في الفساد في البلد بالتوقيع على كل القوانين التي أهدرت المال العام”، في اشارة الى عقود من الفساد وسوء الادارة التي اوقعت بلبنان في اسوأ ازمة اقتصادية في تاريخه الحديث.

ووصف الشيخ عودة الانتقادات الاخيرة التي تعرض لها، بما في ذلك بيان المديرية العامة للدعوة الدينية، بأنها بمثابة “قتل معنوي، وهو قتل بلا رصاصة”.

وعندما سئل الشيخ عودة عما إذا كان يخشى على حياته، قال إنه ليس خائفا من الموت، مضيفا “انا مستعد لكي أدفع الثمن، ولكن لا تؤذوا عائلتي. لا اريد اكثر من ذلك”.

Exit mobile version