مسيرات طلابية في محافظة جزائرية تعيد إحياء صراع الهوية في البلاد

شهدت محافظة تيزي وزو شرقي الجزائر مسيرات طلابية, يوم الأحد, للمطالية بإلغاء تدريس اللغة العربية وجعل تعليم اللغة الأمازيغية إجباريا بمدارس المحافظة , فيما دفعت قوات الشرطة بتعزيزات أمنية استثنائية إلى المنطقة. ورفع الطلاب المحتجون في المدارس الإعدادية بولاية تيزي وزو (منطقة القبائل) أعلام الجهة في مظاهراتهم، كما هتفوا بإسقاط تعليم العربية مقابل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، في تطور لافتٍ لصراع الهوية بالبلاد. وقالت مصادر متطابقة لمرصد “مينا” بأن هذه الحركة الاحتجاجية انطلقت من ثانوية “بني زمنزر” منذ حوالي أسبوعين, ثم انتقلت عدواها إلى ثانويات أخرى بكل من معاتقة، نايث إيراثن، مقلع، عين الحمام، واضية وغيرها. وحذر الناطق الرسمي باسم حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” من مغبة “الانجرار وراء احتجاجات تزرع اليأس والإحباط والانقسام والتشرذم بين أبناء الشعب الواحد، فالعربية لغة وطنية ورسمية ولا يوجد مبرر لرفض تعلّمها أو تعليمها”. وأوضح النائب الصديق شهاب، في تصريحات صحفية أنه “يستوجب على الطلاب المحتجين استيعاب دسترة اللغة الأمازيغية لتكون إلى جانب شقيقتها العربية، وبذلك نُرسي قواعد صلبة لمجتمع متجانس ومتنوع ثقافيًا، ورفض عنصر من الهوية الوطنية يعني الانسياق ضمن مخططات أعداء الجزائر”. ويشكل الأمازيغ جزءا مهما من النسيج الاجتماعي الجزائري، كما أنَّ الدراسات الأنتروبولوجية والتاريخية تتواتر على تأكيد أن الأمازيغ هم السكان الأصليون للجزائر ومنطقة شمال أفريقيا عموما منذ فجر التاريخ. ويتمركز أمازيغ الجزائر بشكل أساسي في منطقة القبائل الكبرى الممتدة على مناطق البويرة وتيزي وزو وبجاية، وفي ولايات سطيف وجيجل. ويسكن عدد منهم في منطقة تيبازة، غرب العاصمة الجزائرية. وكالات مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

Exit mobile version