بدأت المصالح الروسية والفرنسية بالتخاطب شمال سوريا، حيث تواجد القوتان العسكريتان للبلدين، بعد أن منعت أمريكا روسيا من مشاركتها النفط السوري.
فقد أجرى مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينتيف” ونائب وزير الخارجية “سرغي فيرشينين”، مشاورات مع وفد فرنسي برئاسة المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى سوريا “فرانسوا سينيمو”.
وبحث الوفدان خلال المشاورات الوضع “على الأرض” في سوريا، ولا سيما في شمال شرقي البلاد، وتبادل وجهات النظر حول آفاق التسوية السياسية للأزمة السورية.
كما أشاد الطرفان إلى أهمية انعقاد أول اجتماع للجنة الدستورية السورية في 30 تشرين الأول، في جنيف، مما أتاح بدء حوار مباشر بين السوريين كجزء من العملية السياسية التي ترعاها وتديرها الأمم المتحدة، بقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وتناقش الوفدان في أزمة اللاجئين السوريين في تركيا وبلدان العالم، وأهمية العودة الطوعية إلى بلدهم، مع تقديم المساعدات للاجئين.
وتوجد فرقة عسكرية فرنسية شرق، وشمال شرق سوريا، قريبة من مناطق سيطرة الروس بالذراع السوري قرب البادية السورية الواصلة بين الأردن وسوريا والعراق، لذا فإن المشاروات الدائمة من شأنها تنسيق العمليات العسكرية، والمصالح المتضاربة فيما بينها.
فبينما تتطلع روسيا إلى حصتها في النفط الروسي، وتنسق عبر كل الأصعدة، تعمل فرنسا على ذات الهدف وإنما بصمت أكبر بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية مباشرةً.
وفي هذا الصدد يقول الكاتب الفلسطيني “عبد الستار قاسم”: “أسوأ ما في التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية هو أن الدول العظمى قد وضعت أقدامها على الأرض السورية، وكل واحدة منها لا يمكن أن تخرج بدون حصاد تحققه لمصالحها، وكل حصاد يتم لصالح قوة خارجية هناك خسارة سورية في مقابلة”.
كانت فرنسا أول المتدخلين والمحرضين على الاقتتال، لكن أميركا وفرنسا مثلا دولتان استعماريتان، وأطماعهما في سوريا هي أطماع استعمارية، أي تتجه نحو الهيمنة على سوريا ونهب ما يتوافر لديها من خيرات، وتسيير الشعب السوري وفق إرادتيهما ومصالحهما. روسيا ليست دولة استعمارية شبيهة ببريطانيا مثلا، لكن لها مصالح تعمل على تحقيقها، وعلى رأسها عدم ترك سوريا لقمة سائغة للدول الغربية الاستعمارية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي